يبدو أنّ المعركة ستكون حامية في محافظة بيروت الأولى بين المسيحيين الذين يتنافسون على 8 مقاعد مسيحية، وبين المسلمين في دائرة بيروت الثانية التي تضمّ 9 مقاعد لهم، ومقعدان للمسيحيين. وبدأت مظاهر التحضيرات للحملات الإنتخابية الخاصة بالمرشّحين من الأحزاب ومن المجتمع المدني تظهر بقوّة في الشارع من خلال المكاتب الإنتخابية، ورفع الصور واللافتات المؤيّدة لهذا المرشّح أو ذاك.
ويطمح الناخبون لا سيما من الطائفة المسيحية، الذين يخوضون الإنتخابات النيابية للمرّة الأولى في تاريخ لبنان وفق النظام النسبي على أساس 15 دائرة، من أن يُمكّنهم هذا النظام من انتخاب أكبر عدد ممكن من المقاعد المسيحية. وإذ تُقسم المقاعد النيابية الـ 128 وفق الدستور اللبناني على قاعدة 6 و6 مكرّر، أي بالتساوي بين المسيحيين والمسلمين، يأمل المسيحيون من أن يتمكّنوا في انتخابات 6 أيار المقبل من انتخاب ما بين 48 أو 50 نائباً إذ لم يكونوا ينتخبون منهم بأصواتهم وفق النظام الأكثري سوى 25 نائباً فقط.
وتؤكّد أوساط سياسية مواكبة للإنتخابات في بيروت بأنّ الدائرة الأولى منها (أي الأشرفية - الرميل - الصيفي - المدوّر) ستشهد معركة فعلية بين ثلاثة لوائح أو قوائم إنتخابية على الأقل، تتنافس على 8 مقاعد للمسيحيين موزّعة على الطوائف كالآتي: 3 أرمن أرثوذكس، 1 أرمن كاثوليك، 1 روم أرثوذكس، 1 روم كاثوليك، 1 ماروني، و1 أقليات.
1- لائحة «التيّار الوطني الحرّ» التي يُشكّلها الوزير السابق ونائب رئيس «التيّار»نيكولا صحناوي حالياً لتُصبح كاملة في الأسبوع المقبل. ويخوض صحناوي المعركة في الدائرة الأولى عن المقعد الكاثوليكي، الى جانب أحد مرشّحي «التيّار» طوني بانو وميشال حبيس عن مقعد الأقليات. على أن ينضمّ الى اللائحة بعض المرشّحين الحلفاء مثل مسعود الأشقر عن المقعد الماروني، ونقولا الشمّاس عن المقعد الأرثوذكسي. فضلاً عن 4 مرشّحين عن الأرمن يجري التداول بين صحناوي والأحزاب الأرمنية لاختيارهم. وأفادت المعلومات أنّ «تيّار المستقبل» يريد الحفاظ على مقعد له في بيروت الأولى من خلال محافظة الوزير جان أوغاسبيان على أحد المقاعد الأرمنية الأرثوذكسية.
2- لائحة حزبي «القوات اللبنانية» و«الكتائب اللبنانية»، والوزير والنائب الحالي ميشال فرعون، اي ما يُسمّى بلائحة 14 آذار سابقاً، أو «قرار بيروت» معدّلة. وتضمّ مرشّح «الكتائب» نديم الجميّل عن المقعد الماروني، ومرشحا «القوات اللبنانية» عماد واكيم عن المقعد الأرثوذكسي بدلاً من النائب نايلة تويني التي قرّرت عدم خوض الإنتخابات النيابية فيما ترشّحت شقيقتها ميشيل تويني دون أن تحجز مقعداً لها على هذه اللائحة، ورياض عاقل عن مقعد الأقليات. فضلاً عن مرشّحين عن المقاعد الأرمنية الأرثوذكسية والكاثوليكية، ستُعلن الأحزاب الأرمنية أسمائهم قريباً. علماً أنّ هذه اللائحة ستكون أيضاً مكتملة.
3- لائحة ثالثة من المرشّحين المستقلّين أو مرشّحي المجتمع المدني، قد تضمّ الناشط السابق في «التيّار الوطني الحرّ» زياد عبس عن مقعد الروم الأرثوذكس، الى جانب مرشّحة «حزب سبعة» بوليت ياغوبيان (أي بولا يعقوبيان) عن مقعد الأرمن الأرثوذكس، ووجوه معروفة أخرى مثل دافيد عيسى عن المقعد الكاثوليكي، وجورج شهوان عن المقعد الماروني. ويسعى هؤلاء المرشّحون الى جعلها لائحة مكتملة تُنافس لائحتي الأحزاب، إذا ما قرّر أهالي بيروت الأولى تغيير الوجوه النيابية.
وسيكون التنافس قوياً بين اللائحتين الأولى والثانية، على ما أكّدت، على أنّ النتائج قد تأتي على الشكل الآتي: 5-2-1 أو 4-3-1 لصالح إحداهما.
أمّا بيروت الثانية (أي رأس بيروت، دار المريسة، ميناء الحصن، زقاق البلاط، المزرعة، المصيطبة، المرفأ، الباشورة)، فستشهد، على ما تقول الأوساط نفسها، معركة قوية أيضاً لا سيما بين مرشّحي الطائفة السنيّة، خصوصاً وأنّها ستُحدّد زعامة رئيس الحكومة اللبنانية ورئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري. وستتشكّل فيها على الأقلّ 3 لوائح أيضاً تتنافس على 11 مقعداً (6 سنّة- 2 شيعي- 1 درزي- 1 روم أرثوذكس- و1 إنجيلي) على النحو الآتي:
1- لائحة الحريري «نحنا الخرزة الزرقا يلي بتحمي لبنان» برئاسته وترشّحه عن أحد المقاعد السنيّة الى جانب كلّ من المرشّحين: تمّام سلام- نهاد المشنوق- رلى الطبش جارودي- غازي يوسف- ربيع حسّونة- باسم الشاب- نزيه نجم- زاهر وليد عيدو- العميد علي الشاعر. على أن يتحالف الحريري في هذه الدائرة مع حزب التقدّمي الإشتراكي فيضّم مرشحه فيصل الصايغ الى لائحته.
2- لائحة «حزب الله» و«جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية» مع بعض الأحزاب الحليفة لا سيما «التيّار الوطني الحرّ» وشخصيات 8 من آذار لتأتي كما يلي: عن «حزب الله» الحاج أمين شرّي عن المقعد الشيعي الأول، الى جانب مرشّح حركة «أمل» عن المقعد الشيعي الثاني محمد خواجة. ثمّ من «التيّار» إدكار طرابلسي عن المقعد الإنجيلي، طوني شاغوري عن مقعد الروم الأراثوذكس، رمزي دسوم عن أحد المقاعد السنيّة، وخليل حمادة عن المقعد الدرزي. على أن تُستكمل المقاعد المتبقية خلال الأيام المقبلة.
3- لائحة يُشكّلها رئيس «حزب الحوار» فؤاد مخزومي مع بعض مرشّحي المجتمع المدني من «حزب سبعة» مثل فاطمة مشرف حماصني عن المقعد السنّي وربيع شويري عن المقعد الإنجيلي. وقد لا تكون هذه اللائحة مكتملة المقاعد.
وتقول المعلومات أنّ الحريري قد يحصل على 7 مقاعد من أصل 11 في بيروت الثانية، فيما سينال «حزب الله» والحلفاء مقعدين، ومقعد لمخزومي، ويجري التنافس على المقعد الـ 11.
وتجدر الإشارة الى أنّ «الصوت التفضيلي» يُفسح في المجال أمام كلّ مرشّح لمنافسة المرشحين معه على اللائحة نفسها، وعلى هذا الأساس سيطلب من مناصريه أو محازبيه التصويت له. والمشكلة الكبرى التي تبرز في بيروت أنّها تضمّ جميع الطوائف والمذاهب، ولهذا يصبح من الصعب جدّاً إرضاء الجميع.
وبرأي الأوساط إنّ ما يطلبه الناخبون اليوم في عملية الإنتخاب وتغيير بعض الوجوه غير الفاعلة، هو توافر وجوه شبابية معروفة وليس وجوه مجهولة لأنّ هذه الأخيرة لا تُحمّس الناخبين على التصويت لها. وإذا بقيت التقسيمات الإنتخابية على حالها حتى موعد إقفال اللوائح في 26 آذار الجاري، فإنّ النتائج المتوقّعة ستبقى على حالها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك