رغم الاجواء الوفاقية التي سادت البلاد منذ التسوية الرئاسية وصولا الى مرحلة استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض وما رافقها من التفاف لبناني داخلي، الا ان هذه الايجابية لم تنسحب على العلاقة بين حزب الله وتيار المستقبل التي بقيت في إطار تنظيم الخلاف تحت سقف المؤسسات في مجلس النواب ومجلس الوزراء ولم تتطور حتى الى مستوى اعادة الحوار الثنائي الذي سبق وقامت عين التينة برعايته في السابق.
وفيما تدخل القوى السياسية الموسم الانتخابي من دون ادنى فكرة حيال التحالفات وعما اذا ستكون "بالمفرق" او "بالجملة"، وحده الثابت ان لا تحالف انتخابي بين "المستقبل" و"الحزب"، وبموقف علني صريح من كلَي الفريقين.
الا ان كفة ميزان اللعب الانتخابي ليست متكافئة بين الجانبين، فتيار المستقبل الذي تنحصر معركته في الشارع السني وبعض المقاعد المسيحية لن يكون قادرا على خرق الساحة الشيعية ولا حتى بمقعد النائب امين وهبة في البقاع الغربي، الذي سيكون من نصيب حركة امل والانظار تتجه الى رئيس مجلس الجنوب الحاج قبلان قبلان، وقد لا يستطيع الحفاظ على مقعد النائب عقاب صقر في زحلة.
واما في المقابل، فان هناك لائحة سنية باتت واضحة المعالم والاسماء وستحظى بالدعم الكامل من قبل حزب الله، الذي لا يظهر اي مراعاة في هذا الامر لا بل يعلنها صراحة بأنه سيقوم بجهد كبير لإيصال اوسع شريحة ممكنة من حلفائه السنة الى البرلمان في ٦ أيّار المقبل.
فبالاضافة الى المقعد السني في بعلبك - الهرمل والذي يشغله النائب الوليد سكرية، تتجه الانظار الى الوزير السابق عبد الرحيم مراد والذي بات مرشحا مؤكدا في دائرة البقاع الغربي - راشيا، وان كانت التحالفات غير واضحة بعد في هذه الدائرة.
والى جانب مراد سيخوض حزب الله معركة رئيس التنظيم الشعبي الناصري اسامة سعد في صيدا، وفوزه محسوم، كما النائبين السابقين جهاد الصمد ووجيه البعريني شمالا.
واما مرشح حزب الله السني النجم فسيكون في دائرة بيروت الثانية، وعلم موقع "mtv" ان الاعلامي سالم زهران قد يكون مرشح "الحزب" و"حركة أمل" في هذه الدائرة.
ومع هذه الترشيحات، سيدخل حزب الله بكتلة وازنة سنياً الى مجلس النواب، وهذه المرة لن يكون امام مأزق الميثاقية متى شهر في وجهه هذا السلاح مرة جديدة في استحقاقات مستقبلية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك