استقال رئيس الحكومة سعد الحريري. خمس كلمات في عبارة واحدة. "هزّت الدنيا" ومن الحادثة صيغت آلاف العبارات ضمن مئات المقالات والتعليقات.
استقالة من العهد الجديد سجّلت في عصر التحليل الالكتروني. فمن خلف الشاشة الصغيرة، التي يمضي الانسان اكثر من ثماني ساعات كمعدل عام مستخدما إيّاها، ظهرت شخصيّات جديدة.
الجميع ارتدى حلّة المحلّل. كتب قراءة سياسيّة، تحليلاً وتوقعات للمرحلة المقبلة، من انهيار الليرة وصولاً الى الوحدة المفاجئة بين اللبنانيّين والتضامن الفوري مع الحريري... كتب وغرّد ونشر اللبناني ساخراً.
فجأة اتيحت مهنة المحلّل للجميع علماً أنّ البلاد تضجّ إعلاميّاً بخبراء وعلماء وباحثين وكتّاب سياسيّين. أحد من هؤلاء لم يستقل. الحريري فعل فوجدت غالبيّة اللبنانيّين في التحليل وظيفة لها.
فمن هون المحلّل؟
وفق معجم المعاني العربي المحلّل هو شخص متخصّص في التحليل ويعمل على ردّ الشيئ الى عناصره.
ربما عدم وضوح التفسير، أو أساساً عدم إيجاد مفهوم واضح للتحليل، هو ما أوصل الى تشارك الجميع في العمل.
تحاليل معلّبة ترمى على الشبكة العنكبوتيّة. منها ما يرعب ويقلق آخرين. فالناس تتأثر ببعضها والقلق انتشاره سريع.
من هنا، ليس المقصود ترك "التفكير والتحليل" لأشخاص محدّدين تحت شعار "انت ما تفكر... نحن من فكّر عنك". بل العكس تماماً. لكنّ المقصود هو نشر الهدوء والتروّي. استراتيجيّة اعتمدتها الطبقة السياسيّة فنجحت حتى الساعة في ضبط الشارع. ربما نعتمدها نحن أيضاً في أبسط ممارستنا اليوميّة فنساهم في ضبط الايقاع توازياً ريثما تتوضّح الصورة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك