ترى أوساط مطلعة في بيروت عبر "الراي" الكويتية أن طيّ صفحة "السرايا" سيعطي "الضوء الأخضر" لانطلاق عملية الجيش التي يمهّد لها بقصف صاروخي ومدفعي وقضْم بعض التلال الاستراتيجية، فإن رصْداً يبرز لما إذا كان بدء المعركة سيدفع "داعش" تحت "ضغط النار" للتسليم بكشْف مصير العسكريين التسعة الأسْرى لديه منذ 2014 والانسحاب الى البادية السورية أم أن المواجهة العسكرية معه ستُستكمل حتى القضاء عليه في الميدان.
ويأتي ارتفاع منسوب الترقّب للانطلاقة "الوشيكة" لعملية دحْر "داعش" على وقْع دفْعِ ملف التنسيق الرسمي مع النظام السوري الى الواجهة من "نوافذ" عدة، بينها معركة الجرود التي أعطتْ الحكومة والمجلس الأعلى للدفاع "الضوء الأخضر" للجيش لخوضها تحت سقفٍ داخلي عنوانه "التزام الحكومة تحرير الأراضي اللبنانية من الإرهاب" وآخر خارجي عنوانه "التزام التحالف الدولي ضدّ الإرهاب" في إشارة ضمنية الى قدرة الجيش على حسْمها لوحده وإمكان تلقي دعْم فيها، عند الضرورة، من التحالف الدولي الذي يشكّل لبنان جزءاً منه، وليس من الجيش السوري و"حزب الله" اللذين يعتزمان شنّ معركة في الوقت نفسه من المقلب السوري (قارة والجراجير).
وإذ تَمضي وسائل إعلام قريبة من "حزب الله" في تأكيد "تعاون الأمر الواقع" بين الجيشين اللبناني والسوري و"حزب الله" في المعركة التي "ستخاض على ميدان متداخل وضدّ عدوّ واحد"، فإن مستوى الارتياب يرتفع من الإصرار على ربْط الجيش اللبناني والانتصار الذي سيحققه على "داعش" بتنسيقٍ وشراكة مع النظام السوري والحزب، وهو ما ترفضه قوى لبنانية وازنة وأيضاً المجتمع الدولي الذي وجّه رسائل الى بيروت بهذا المعنى نبّهتْ لأضرار التسليم بمبدأ معركة "الخندق الواحد" للجيش مع "حزب الله" خصوصاً الذي كان انتزع في المواجهة مع "النصرة" دوراً "تحريرياً" جديداً بمعزلٍ عن الدولة.
وحسب الأوساط المطلعة، فإن موجبات الارتياب تتأتى من أن "موجة التنسيق" مع النظام السوري تمدّدتْ في الوقت نفسه الى الجانب الحكومي مع الزيارات التي يعتزم عدد من وزراء "حزب الله" و"حركة أمل" القيام بها قريباً لدمشق تحت مسمى المشاركة في "معرض دمشق" حول إعادة الإعمار ومناقشة ملفات ثنائية، وهو الأمر الذي وإن قطعت الطريق على تغطيته حكومة الرئيس سعد الحريري بتعريتها هذه الزيارات من أي "مهمّات رسمية"، إلا انه وللمرّة الأولى أُخرجت الى العلن الزيارات التي كانت عادة تحصل في الظلّ وهو ما ينطوي على رسائل سياسية إقليمية تشي بمحاولة تظهيرٍ متعمّد لواقعِ أنّ مرحلة "ربْط النزاع" التي ارتكزتْ عليها التسوية التي أنهت الفراغ الرئاسي هي "اسم حرَكي" لاختلال موازين القوى في لبنان لمصلحة "محور الممانعة".
ومن هنا يمكن فهم اندفاعة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ضدّ الزيارت لسورية، معتبراً ان مثل هذ الزيارات "ستهز الاستقرار السياسي الداخلي للبنان، كما سيُصنَّف لبنان على أثرها في خانة المحور الايراني في الشرق الأوسط".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك