ذكرت مصادر ديبلوماسية غربية أن لبنان، وفي ظل العمليات الإرهابية التي تجتاح مدنا في العالمين العربي والأوروبي، يشكل نقطة اهتمام أميركية بعدما طاولت هذه الأعمال الإرهابية عددا من المطارات. ويبدو أن مطار رفيق الحريري الدولي يحظى بالإهتمام، لذلك، وفي إطار الخطط الأمنية الاستباقيّة ومشروع الهبات الأميركية، تسلّم الأسبوع المنصرم وزير الداخلية نهاد المشنوق في مبنى الطيران المدني في مطار بيروت ومعه المدير العام الجديد لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان وبحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان اليزابيث ريتشارد هبة من الولايات المتحدة، تتمثل بأجهزة تفتيش حديثة لتعزيز أمن المطار وتشمل "الكونترول" على الحقائب والبضائع والمسافرين وفيها، كما كشف المصدر الديبلوماسي الغربي، جهاز ماسح أشعة حتى للمركبات والمتفجرات وماسحات خاصة بالسوائل الموضوعة في أوعية مضغوطة.
وتشمل الهبة اجهزة الكترونية متخصصة لمراقبة المسافرين واخذ بصماتهم اليدوية وبصمة العين، ما يسمح للأجهزة اللبنانية من خلالها باستحضار البيانات الشخصية المتعلقة بهم تشمل الداخلين الى لبنان والخارجين منه من مختلف الأشخاص وصفاتهم لإستخدامها في مجال مكافحة الإرهاب والضالعين في عمليات مشبوهة على مختلف المستويات ممن تطالهم مكاتب الانتربول العربية والدولية على حد سواء لقيامهم بأعمال ارهابية او دخولهم في شبكات التفجير وتبييض الأموال وغيرها، ما يضع عددا من المشتبه بهم في قبضة السلطات اللبنانية لإحالتهم على التحقيق معهم بالرجوع الى محفظة جنائية محلية ودولية وعربية وقّع لبنان اتفاقيات معها للتعاون في مكافحة الإرهاب ومحاولة تطويقه تمهيدا لضربه بدل تلقي النتائج المأساوية من خلال التفجيرات او التحضير لها، وللتداول بأموال مشكوك في مصادرها لتجفيف منابعها وحرمان هؤلاء من تنفيذ أعمال ارهابية او رعايتها وتحويلها الى أرض خصبة للتعامل معها.
وألمح المصدر الديبلوماسي الغربي الى أن لبنان سيعمل على تركيب الأجهزة الأميركية موضوع الهبة المقدمة من الولايات المتحدة ليكون في دائرة التعاون المعمول به لمكافحة الإرهاب وإلا فإن لبنان سيستيقظ من لائحة الدول المتعاونة في هذا المجال واخراجه عن لائحة الملاحة الجوية ما يفقد لبنان بوابته للتواصل مع الخارج عبر مطار بيروت الدولي ويؤدي الى انسحاب معظم شركات الطيران من ولوج مطار بيروت وحرمانه من الدخول الى مطارات اوروبية واميركية وربما عربية ويعزله عن العالم الخارجي ووضعه على لائحة الدول الممانعة في مكافحة الارهاب وما يترتب عليها من توصيفات تصل الى حد اعتبار لبنان بلدا غير مرغوب بالتواصل معه ويخرجه من المنظومة الدولية وما يترتب عنها من سلبيات غير محمودة النتائج.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك