أقامت "مؤسسة البطريرك نصرالله صفير" عشاء في فندق هيلتون-الحبتور دعت إليه شخصيات سياسية وامنية واقتصادية وصحافية، تقدمها النائب نعمةالله أبي نصر ممثلا رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، والدكتور داود الصايغ ممثلا رئيس الحكومة سعد الحريري، والعميد مروان فاضل ممثلا قائد الجيش العماد جوزف عون، والعميد كليمان سعد ممثلا مدير المخابرات.
وألقيت كلمات في المناسبة لرئيس المؤسسة الدكتور إلياس صفير، والبطريرك المكرم مار نصرالله بطرس صفير، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، والدكتور سليم صفير رئيس مجلس إدارة بنك بيروت.
قدم الفنان غي مانوكيان وفرقته الموسيقية السهرة، وقدم معزوفات وطنية وأغاني لكبار الفنانين، مع لفتة معبرة للراحل الحاضر زكي ناصيف.
وكان لجامعة سيدة اللويزة لفته تمثلت بتقديم هدية رمزية الى البطريرك صفير عرفانا لما تقدمه مؤسسته لمساعدة عدد كبير من طلاب الجامعة، وهي كناية عن كأس قربان يعود تاريخها الى العام 1910.
وألقى البطريرك صفير كلمة قال فيها: "الشكر لله على إنعاماته الكثيرة التي منحني اياها، وعلى العمر المديد الذي وهبني اياه، لأكون معكم هذه السنة ايضا، تغمرني المحبة ويملأني العرفان، لكم جميعا، وانتم تحيطونني بعاطفتكم، وتحافظون على المؤسسة التي تحمل اسمي، لتقديم ما أمكن من المساعدة لعدد متزايد من الطلاب الواعدين، الذين يشكلون الأمل المتجدد، في مستقبل الوطن. أخذ الله بيدكم، يا صاحب الغبطة والنيافة، وحفظكم جميعا وحمى لبنان، ليظل واحة سلام لجميع أبنائه، في الشرق والعالم".
وتلاه رئيس المؤسسة الياس صفير، فقال: "أرحب بكم في لقاء المحبة المتجدد، برعاية بطريركنا المحبوب، حول أبينا الجليل، الذي يبقى في عامه السابع والتسعين، رمزا لصمود لبنان، أمام الهزات والأعاصير.
إنه البركة بيننا، والذخيرة في قلوبنا، يجسد شعار "شركة ومحبة"، الذي اختاره حامل الأمانة، الخلف الصالح، بطريركنا السابع والسبعون، لحفظ إرث حضاري إنساني، ديني وطني، في مواجهة التفكك والتهديد المصيري.
إن الصمود في الأرض، والحفاظ على الوحدة الوطنية، والتماسك الاجتماعي، والشهادة للحرية، هي دعوة البطريركية المارونية، منذ نشوئها، مرجعا روحيا وانسانيا، في انطاكيا والمشْرق، على مر العصور.
فباسم مؤسسة البطريرك نصرالله صفير، الثقافية الاجتماعية، بلجنتها الإدارية، ومجلس أمنائها، أحيي حضوركم، وأشكر تعاونكم، لتمكينها من الاستمرار في تأدية التزاماتها، نحو الطلاب الأعزاء، الذين يتابعون تحصيلهم العلمي.
وأستميحكم التنويه، بإسهام الأصدقاء الدائمين: الدكتور طلال كمال الشاعر، معالي الاستاذ ميشال اده، سعادة القنصل العام وليم زرد ابو جوده، الاستاذ وليد فريد روفايل، والنسيب العزيز الدكتور سليم صفير، وجميع المناصرين الكرام، الذين ندين لهم بالامتنان والعرفان. كما أشكر الموسيقار، غي مانوكيان، الذي سيغني السهرة، بعزفه المبدع، تقدمة كريمة منه للمؤسسة.
ويشرفني ختاما، أن أرفع أسمى التقدير والولاء الى فخامة الأب والقائد، العماد ميشال عون، وصاحبي الدولة، رئيسي مجلس النواب والحكومة، وجميع المسؤولين، الحريصين على وحدة الوطن وأمنه وسيادته، وأخص حضرة العماد جوزف عون، قائد الجيش المحبوب، الذي يشكل الدرع الواقية على صدر الوطن".
ثم ألقى سليم صفير كلمة مما قال فيها: "نجتمع حول البطريرك الرمز مار نصرالله بطرس صفير، في حضور رأس الكنيسة المارونية مار بشاره بطرس الراعي لنحتفل بأجمل مناسبة، وجودنا معك يا ضمان الاستقلال، وفي حضور قائد الجيش، المؤسسة الوطنية الحامية للاستقلال والجامعة للبنانيين، كلن حولها- وتحياتنا لحضرة العماد جوزف عون".
أضاف: "نحنا وطن مهدد دائما باستقلاله ووجوده، فكيف يمكن ألا تكون جزءا من حياتنا السياسية يا ضمان الإستقلال؟ نحن وطن يعاني الفساد المستشري وتغليب المصلحة الخاصة، فكيف يمكن ألا تكون جزءا من ضميرنا وحياتنا يا رمز النقاء والعفة والإستقامة؟
المواقف الشجاعة التي كنت تتخذها في الأوقات الصعبة هي ثوابتنا اليوم.
البطريرك صفير هو فصل من تاريخ لبنان الحديث ونقطة فاصلة ميزت بين مرحلة ما قبله وما بعده.
هذا الرجل الصخرة مكانته ستبقى محفورة في حياتنا وحياة وطننا، لأنه بتواضع الكبار وبعفة القديسين ترك لأبناء رعيته إرثا يتمسكون به ويفتخرون بتاريخ كنيستهم وارتباطهم العميق مع وطن أرز الرب".
وختم: "وحده البطريرك صفير، عندما كنا كلنا ضعفاء، وقف ورفع الصوت وقال للمحتل: "تركو لبنان ورجعولو إستقلالو".
وكانت كلمة مرتجلة للراعي شكر فيها الحضور وأثنى على إنجازات مؤسسة البطريرك صفير وتمنى له طول العمر ومزيدا من العطاء.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك