"الجمال يبدأ من الرأس الذي يكون عليه التركيز، وطراوة الأذن، وحجم العينين واتساعهما والرقبة، والجسم، والظهر أيضاً"؛ معايير الجمال هذه التي يذكرها عبدالله الداهوم والعمليات التجميلية ونفخ الشفاه والبوتكس ليست خاصة بالنساء في مسابقة لاختيار ملكة جمال، وإنما بالماعز، من أجل اختيار أجمل معزة.
الداهوم، أو أبو جراح كما يناديه المقربون منه، رئيس مهرجان ومزارع الخليج الأول للماعز الأبيض في الكويت، يجلس في صالون بيته وعلى يمينه ويساره الشهادات والجوائز التي تحصّلت عليها معزاته، كان فخوراً بها، وحينما يشرع في تعداد مزاياها تلمع عيناه بكثير من الاستمتاع.
عن العيوب التي من الممكن أن تقصي إحدى المعزات من التنافس، يتردد أبو جراح قليلاً قبل أن يجيب عن سؤال لموقع "هافنغتون بوست": "لا يوجد ما يشينها، لأن كل نوع يختلف عن الآخر، فأنا مثلاً المزارع التي أشرف عليها متخصصة فقط في نوع معين، وكل فئة من الماعز لها مزارع خاصة بها إلا الماعز الأبيض المطور، فلم يكن له مزارع خاصة، وأنا مَن أسسته ونظمت مهرجاناً خاصاً به ومسابقة اختيار أحسن معزاته".
رغم حداثة عهده في الاهتمام بالماعز، فإنّ عبدالله الداهوم استطاع أن يترك بصمةً لم يسبقه أحد إليها. قصة أبو جراح مع الماعز بدأت في 2015، حين تخصّص في الماعز الأبيض المطور، وأسّس مهرجاناً له، وخصّص جوائز بآلاف الدولارات لأصحاب أفضل ماعز يشاركون في مهرجانه.
ولاحظ أن بعض المتنافسين يقومون بإجراء عمليات تجميل للماعز، حتى يزيد جمالها، ومن ثمّ يقوم بإشراكها في مهرجانات الماعز حتى يرتفع سعرها أضعافاً كثيرة، وهو ما يعتبره خداعاً صريحاً: "التجميل لا يقتصر فقط على الماعز، بل يشمل أيضاً العديد من الحيوانات الأخرى، وهو أمر يحدث منذ فترة، نحن لا نريد أن نطعن في أحد، ولكننا نرصد الحالات التي رأيناها، حيث ان البعض يستخدم مادتي السيلكون والفيلر لتكبير الخدود والشفاة وحجم الوجه".
وعن ارتفاع أسعار الماعز بعد إجراء عمليات التجميل، يقول الداهوم "هذه العمليات ترفع سعر الماعز من 600 دولار إلى 15 ألف دولار، وتجري على يد أطباء بيطريين بسرية تامة في الإسطبلات".
الغش والتلاعب للحصول على جوائز مهرجان الماعز ورفع أسعارها جعل المنظمين يهتدون إلى أجهزة لكشف المتغيرات الطارئة على جسد وشكل العنزات المترشحات، عبر الاستعانة بخبرات الأطباء البيطريين المختصين، وكذلك أحدث التكنولوجيات في هذا المجال، كما يشرح أبو جراح.
"في البداية لم أكن متأكداً من جودة هذا الجهاز، ولكني تأكدت من دقته عندما أخبرني أحد الأطباء البيطريين الذين يقومون بفحص الماعز، أن ثمة واحدة بينها لديها ضربة في رأسها، وقد اكتشف الجهاز هذه الضربة، وللأمانة لم تكن هذه الحالة يقصد منها الغش أو الخداع، وإنما بيّنت لي دقة الجهاز".
لكن الجهاز السحري الذي يعتز به أبو جراح غير معترف به حتى الساعة من طرف السلطات الكويتية، ورغم مطالباته المتكررة بالسماح له باستيراده واعتماده، إلا أن المسؤولين قالوا إنهم لا يستطيعون إدخاله، طالما أنه لم يعتمد من قبل الجهات الرسمية ، ليضيف متحسراً: "نتمنى سرعة الانتهاء من تراخيصه وإدخاله بشكل رسمي، فعندما أعلنتُ أن لدي هذا الجهاز تراجع الكثيرون عن المشاركة خوفاً من كشف تلاعبهم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك