بغض النظر عن النتائج السياسية وما صدر عن طاولة بعبدا، فإن فكرة الاجتماع، تُسجل لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بدليل ان بعض المواقف السلبية التي جاءت وعلقت عليها، تؤكد ان مجرّد اللقاء كان هاماً للغاية. اذ ترى مصادر في احزاب 8 اذار او الحليفة لـ"حزب الله"، انه الى اليوم يصار الى البحث في المعطيات والاهداف ومن الواضح، ان رئيس الجمهورية العماد عون، "سدد ضربة معلم" بالدعوة لاسباب ابرزها:
1- انها جاءت بعد التشنج في الخطاب السياسي وارتفاع وتيرة الخطاب المذهبي من بعض التيارات، ما بدد هذه الاجواء.
2- جاءت بعد اقرار قانون الانتخاب، وهو ما يؤكد ان نقلة نوعية خطاها جميع اللبنانيين، من دون استثناء في اقرار قانون الانتخاب الجديد، بغض النظر عما يتحدث به منتقدو هذا القانون، او المؤيدون له.
3- جمعت هذه الطاولة الاضداد، المختلفون والذين لا يتحدثون الى بعضهم البعض، وجعلت القوى المختلفة، تصافح بعضها البعض، (جبران باسيل ـ سليمان فرنجية) (فرنجية ـ سميرجعجع) ( مروان حمادة ـ علي قانصو) (جعجع محمد رعد) اي عملية تنفيس احتقان داخلي هامة وخصوصا بين القوى الرئيسة، للبحث في الملفات السياسية والاقتصادية.
بالنسبة للرئيس نبيه بري و"حزب الله"، هذه الطاولة هي استكمال لما كان دعا اليه الرئيس بري من عام 2005، اي ان بري برأيه ان لا بديل عن ديمومة الحوار في لبنان، والتواصل وان الخطيئة الكبرى في لبنان عندما تقاطع الناس بعضها البعض ، او تقفل ابواب الحوار فيما بينها، كما يقول العارفون بموقف رئيس مجلس النواب، حتى انه لمس ايجابية كبرى، في فكرة الدعوة والجلوس على طاولة والبحث في مسائل وطنية ، بغض النظر عن ما اذا اتفق عليها الجميع او لم يتفق عليها.
وكذلك الامر بالنسبة لـ"حزب الله" فأجواء الحزب إيجابية جداً وهي تدعم خطوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الحوارية، في استكمال الحوار حول كافة الامور، والحزب وفق بعض نوابه وشخصياته، يرى ان تهدئة النفوس والتواصل بين الجميع ضرورة وطنية لبنانية، وهذه الضرورة، اذا ما كانت طبيعية في كل المراحل فهي اليوم، استثنائية اكثر فأكثر، في الاجواء المحيطة بلبنان، فالنيران المشتعلة في المنطقة تحتم استمرار الحوار بين الجميع وتعزيز الوحدة الوطنية، ما ينعكس على كل المجالات في لبنان، وهذا ما تظهره نتائج حجوزات الفنادق في لبنان على سبيل المثال، التي هي اليوم في بيروت وضواحيها بنسبة 95% وفي المناطق بنسبة 75%، وهو ما يفتح الافق الى ان البلد يحتاج الى هدوء، او بحاجة الى ان يعتاد ابناؤه ومرتادوه، ان الحركة السياسية في لبنان، لا تعني الا ارتفاع الخطاب السياسي، وليس بالضرورة اي مواجهات سياسية على الارض.
وفي هذا السياق يؤكد زوار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ان رئيس الجمهورية، يؤكد باستمرار امام زواره، ان الجميع سمع وشاهد ارتفاع حدة ووتيرة الخطاب السياسي بين جميع الافرقاء، وان الجميع، سمع الحملات الاعلامية المضادة التي خاضها الجميع، وان مختلف القوى لم تقصر في التصريح والانتقاد، ومع ذلك "ضربة كف واحدة" لم تحصل بين اللبنانيين، او بين الاحزاب والقوى الللبنانية، رغم كل الحرارة السياسية التي شهدناها. وهذا ان دلّ على شيء يدل على وعي اللبنانيين، وعلمهم بادارة الخلاف في وجهات النظر، وانه مهما كانت الخلافات في وجهات النظر كبيرة، يمكن دائماً ايجاد الحلول الناجعة، لكن الاهم، ان اللبنانيين في حالة وعي وطني للخلافات السياسية التي تجري على الساحة والتي ممكن ان تتكرر، لكن لا يمكن لها ان تؤثر امنيا ولا اقتصادياً على الساحة الوطنية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك