استفاقت فرنسا غداة الاعتداء الارهابي الذي هزها ليل الخميس على شكل إطلاق نار في جادة "الشانزيليزيه" وأسفر عن مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين، وتبناه "داعش"، على تأهّب رسمي هدف الى اعادة الامساك بزمام الامور الامنية في البلاد عشية الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية المحددة الاحد. وفي السياق، رأس الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اجتماعا أمنيا صباحا في الاليزيه في حضور كبار المسؤولين، انتهى الى وضع وحدات متخصصة في التدخل في حالة تأهب لضمان التحرك السريع والكامل عند أي طارئ، وأكد "أننا سنكون متأهبين وعلى أعلى درجات اليقظة خلال الانتخابات الرئاسية"، في حين طمأن رئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف الى أن "الارهاب لن يؤثر على اجراء الانتخابات الفرنسية وسيتم نشر 50 ألف عنصر أمن إضافي لتأمينها".
وبينما ألغى معظم المرشحين الى الانتخابات جولاتهم الانتخابية عقب الاعتداء وأجمعوا على ادانته، معتبرين انه نتيجة سياسات خاطئة، قالت مصادر دبلوماسية ان توقيت الاعتداء الارهابي عشية فتح صناديق الاقتراع، من شأنه ان يعزز فرص اليمين المتطرف ويدفع بنسبة لا بأس بها من المترددين الى التصويت لمرشحته، وقد شكّل الهجوم، فرصة "ذهبية" ستقتنصها المرشحة مارين لوبان لضمان انتقالها الى الدورة الثانية وربما كان بطاقة عبورها الى قصر الاليزيه. وفي حين قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب ان الهجوم سيكون له تأثير كبير على الانتخابات الرئاسية، توجه رئيس الحكومة الفرنسية برنار كازنوف الى لوبان قائلا "انها تنسى أن الناخبين الفرنسيين على علم بما تقوم به أجهزة الاستخبارات".
وكانت عملية مداهمة منزل مطلق النار يوسف العسري الذي تمكنت الشرطة من قتله، جرت مساء امس في منطقة سين-إي-مارن في الضاحية الباريسية، وتم توقيف 3 من أفراد عائلته. وأفيد ان المعتدي، سبق أن خضع للتحقيق بعد أن أعرب عن نيته قتل شرطيين وأوقف في 23 شباط الماضي ثم أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة. وكان حُكِم عليه عام 2005 بالسجن لنحو 15 سنة لمحاولة قتل شرطي وطالب وأخيه، في باريس. في المقابل، سلّم رجل، كانت السلطات البلجيكية حددت هويته وأبلغت السلطات الفرنسية عنه وتبين انه ضالع أيضا في هجوم باريس، نفسه الى السلطات البلجيكية اليوم.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك