ينتابنا الشكّ عند علمنا بانطلاق مسلسل عربي، فتقودنا خيبات الأمل التي عشناها بسبب مسلسلات سابقة لم ترضِ أذواقنا الصعبة، الى فقدان حماستنا لمتابعة أيّ جديد. وفي بعض الأوقات، ترغمنا قوّة الشك لدينا على إعطاء العمل الدرامي فرصة أخرى... وهذا ما حصل في الموسم الرمضاني الحالي.
كثيرون تساءلوا قبل انطلاقته عن تركيبته وقصّته، وتمنّوا أن يكون عند حسن ظنّهم، فقرّروا متابعته على شاشة mtv علّه يشفي غليلهم بمشاهدة مسلسل على مستويات عالمية. ومنذ انطلاقة مشاهده الأولى، استطاع "الهيبة" أن يصطاد اهتمام الجمهور ويحبس أنفاسهم، لأسباب عدّة، سنذكر أهمّها في الأسطر الآتية.
قصّة المسلسل ليست مبتذلة ولا مكرّرة، فهي قصّة لا تشبه فعلاً أيّة قصة أخرى، أو أيّ عمل نشاهده اليوم أو شاهدناه سابقاً. فهي قصّة تحاكي نوعاً من الواقع الذي تعيشه بعض المناطق اللبنانية، كما أنّها تتعاطى مع الظروف بواقعيّة بعيداً عن التصنّع والمبالغة.
هي قصّة مشوّقة كتبها هوزان عكو بإتقان شديد، مستعملاً مصطلحات شعبية تشبه مجتمع الريف الذي تدور فيه الأحداث. كما أنّه استطاع بالحوار والسيناريو أن يفوز باهتمام الجمهور الذي رآهما حقيقيّين فقرّر متابعة العمل بشغف.
وإلى جانب سيناريو القصّة، قدّم المخرج سامر البرقاوي صورة هوليووديّة ضخمة، نقلت "ثقل" مضمون القصّة الى الشاشة، فجذبت المشاهد الذي أُعجب بطريقة التصوير والإنتقال من مشهد الى آخر، بالإضافة الى الصورة النقيّة والعالية الجودة التي نقلها من خلال معدات التصوير الحديثة التي استخدمها.
وللإنتاج في المسلسل دور هام أيضاً، إذ نرى أنّ لا شيء ناقص فيه من أزياء وديكورات وسيارات فخمة ومختلفة وأجهزة خلويّة وغيرها، حيث يلزم. وهذا ما سعت إليه شركة الصباح للإنتاج التي "سخت" بكرم كبير على ما تطلّبه المسلسل.
أمّا الممثلون، فلهم دور أساس في سرقة قلوب المشاهدين. فنادين نسيب نجيم استطاعت من مشهدها الأوّل في المطار أن تجذب اهتمام المشاهد الذي تعاطف مع قصّتها، ورافقها بالقصّة الى قرية "الهيبة" وعاش معها الضغط الذي تعيشه في ظل تكتّم أسرة "شيخ الجبل" عن إخبارها بالحقائق الكاملة.
ومن جهته، استطاع تيم حسن أن يسلب عين المشاهد من لحظة ظهوره الأولى أثناء قيامه بضرب أحد الخائنين له في البريّة، وكان قادراً طوال الوقت على إعطاء شخصية "جبل" كل ما تتطلّبه من حكمة وذكاء وحنكة ورومانسية أيضاً.
وكان لمشاركة القديرة منى واصف، دوراً بارزاً في إعطاء نكهة خاصة للعمل. فهي وبخبرتها الطويلة، أضافت الكثير على قصّة "الهيبة" وتبيّن أنّها رقم صعب جداً في القرية.
وعلينا ألّا ننسى أيضاً شارة المسلسل التي قدّمها الفنّان ناصيف زيتون بصوته بعنوان "مجبور"، والتي تحاكي القصّة بشكل قوي جدّاً. واستطاعت الأغنية أن تحقّق أكثر من مليونين ونصف المليون مستمع على تطبيق "أنغامي" حتّى الساعة.
هذه العوامل وغيرها، جعلت من المسلسل الرقم الأصعب والأقوى في رمضان، خصوصاً أنّ جميع ممثّليه يتميّزون بإتقانهم لأداء أدوارهم على اختلافها، بالإضافة الى تميّز فريق العمل التقني في إظهار العمل بأجمل صورة.
واستطاعت mtv خصوصاً مع "الهيبة"، أن تكون المنافس الأقوى في الموسم الرمضاني الحالي. وتجدر الإشارة الى أنّ كلاً من "أدهم بيك" و"لآخر نفس" يحقّقون نسب مشاهدة مرتفعة وتفاعلاً كبيراً على موقع "تويتر"، بحيث أصبحت mtv بمسلسلاتها يوميّاً بين أكثر خمسة أمور تداولاً على الموقع المذكور.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك