الإعلام وسيلة توعية نموذجية...
انطلاقاً من هذا الشعار اللامع، انطلق برنامج "عاطل عن الحرية" بكل احترافية وتميّز، على مدى ١٥ حلقة أسبوعية متواصلة، تطرق فيها إلى عدة جرائم وقصص كان أبطالها سجناء نزلاء في مختلف السجون اللبنانية، حيث تحدثوا للمرة الاولى عن أسباب ارتكابهم الأفعال الجرمية وظروفها ووقائعها. وهنا، يبرز دور الإعلام الذي يعتبر جهازا حساسا يمس حياة الناس ويؤثر عليها وعليهم، فإذا أُحسن استخدامه كان له دور التوجيه والتثقيف والارشاد والبناء، وهذا هو هدف برنامج "عاطل عن الحرية" الذي رغب في ايصال رسالة ارشادية إلى المتلقي بعيداً عن المؤثرات الاصطناعية التي أصبحت، مع الأسف، منتشرة في يومنا هذا.
لذلك، حاول البرنامج المتجدد بنوعه وفكرته وأسلوبه، أن يقرّب وجهات النظر بين السجناء وعائلات المتضررين من الأفعال الجرمية، عبر فسح المجال أمامهم بالتحدث بكل حرية عن معاناتهم وهواجسهم. وأكثر، فتح البرنامج أمام السجناء فرصة التطرق إلى الظلم اللاحق بهم- في حال وجوده-، وقد كان للقضاء رحابة الصدر في السماح لهم بالتعبير عن آرائهم من داجل السجون.
أما الحلقة الأخيرة هذا الموسم، فينطبق عليها القول: "القفل السيء يغوي السارق"، فيُخبرنا السجين ع.ح عن امتهانه سرقة الخزنات واحترافيته العالية في فتحها وأخذ محتوياتها بكل دقة، ويُحدثنا عن الشركات التي سرقها في بيروت وصيدا. وضيوف الحلقة، القاضي نسيب ايليا والدكتورة جوسلين عازار والدكتورة اليان شويري خوري.
أما معد ومُقدم البرنامج، الاعلامي سمير يوسف، فيعتبر أن "للإعلام الدور الأساسي في وضع وبناء أسس المجتمع المتقدم والمساهم في تطويره وازدهاره انسانياً واجتماعياً وثقافياً وتربوياً. لذلك، علينا كلنا المساهمة الفعّالة في ارساء دعائم الاستقرار والتطور الثقافي من خلال تطوير البرامج التثقيفية التي لها النفَس الإرشادي من أجل بناء وتطوير قطاعاته في المجالات المختلفة...وهنا، لا بد من شكر فريق عمل البرنامج على الجهود الاحترافية التي بذلت من أجل ايصال رسالته الهادفة، وهنا نخص القضاة والمحامين والاعلاميين والدكاترة الذين زودونا آراءهم القيّمة، وكل التقدير للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي التي منحتنا الثقة وكان لها الجرأة في فتح أبواب السجون اللبنانية أمام الاعلام لتوعية المجتمع كي لا يصبح "عاطل عن الحرية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك