في العام 1985 قامت شركة طيران الشرق الاوسط بتسيير آخر رحلة نظامية الى الولايات المتحدة الاميركية، حيث اقتصرت رحلاتها منذ ذلك الحين على الرحلات الرئاسية فقط.
فصباح الاثنين حطت طائرة "الميدل الإيست" في مطار جون كنيدي حاملة معها أجنحة من ارز نجحت في نقلها الى كل اقطار العالم، حيث اثبتت قصة نجاح لبنانية رغم كل الازمات الاقتصادية والمالية التي يمر بها البلد.
صحيح ان هذه الطائرة الرئاسية أقلت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ليمثل لبنان في الهيئة العامة للامم المتحدة، وربما لن تعود قريبا بسبب سياسة الحظر الاميركية والتي ازدادت تشددا بعد هجمات 11 ايلول 2001، الا انها ومن خلال هذه الرحلة اثبتت مجددا انها شركة وطنية قادرة على كسر كل الحدود والوصول الى أبعد نقطة من هذا العالم، وانها تستحق الموقف السياسي الداعم والمؤمن لاستمراريتها بعيدا عن بعض المصالح الضيقة لهذا الفريق او ذاك.
ان تحط طائرة "الميدل إيست" في نيويورك فهذا خير دليل على انه "رغم كل شي" لا زال هناك امل بصروح وطنية قادرة ان تروي حكاية نجاحها كما تفعل الـ MEA.
وهنا تجدر الاشارة الى الاجراءات التي تقوم بها إدارة الشركة برئاسة محمد الحوت، لجعل الشركة اكثر انتاجية وتوقيف كل الخطوط غير المربحة لصالح تلك المنتجة وهي بصدد تسيير خطوط مباشرة قريبا بين لبنان وكندا.
وهنا لا بد من التذكير بأن الشركة حققت ارباحا كبيرة في السنوات الماضية، فجاءت نتائج العام 2016 مفصلية في تاريخ الشركة كون مجموع الارباح المحققة خلال الخمس عشرة عاما السابقة تخطى عتبة المليار دولار منها اكثر من 400 مليون دولار خلال الخمس سنوات الاخيرة.
فالى ما بعد نيويورك تتجه انظار اللبنانيين مع طائرة الوطن الام لتحلق بأحلامهم بعيدا عن زواريب السياسة المحلية وفساد الطبقة السياسية الحاكمة التي قد تكون يوما ما بالمرصاد امام نجاحات الميدل إيست وسواها من المؤسسات الوطنية الناجحة، على امل ان يرفع الحظر الاميركي قريباً امام "الميدل إيست" لتعود الى تسيير رحلات نظامية اليها في اسرع وقت ممكن ويكون بامكان المغتربين اللبنانيين في الولايات المتحدة ان يزوروا بلدهم على متن أجنحة الارز.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك