تحتاج العلاقة بين التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة الى عكّازتين للاستمرار بالسير، بعد أن تعرّضت لرضوضٍ كثيرة في مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس ميشال عون.
كانت الصورة معبّرة في منزل الوزير جبران باسيل في اللقلوق، وقد جمعته "صبحيّة" منذ أكثر من أسبوع مع الوزير ملحم الرياشي والنائب ابراهيم كنعان، ورابعهما عكّازة تستند الى الجدار الخشبي، تنتظر من يستخدمها.
بعيداً عن اللقلوق الجبيليّة، شهدت تلّة كسروانيّة هي معراب حدثاً يوم الجمعة الماضي ظلّ بعيداً عن الإعلام.
منذ تشكّلت لجنة مشتركة بين القوات اللبنانيّة وتيّار المردة، حقّق الفريقان تقدّماً بطيئاً ولكن ثابت الخطوات. أتيا من مسافة بعيدة. من خصومة وحقدٍ ودم. طويا الصفحة. اقتربا من مسافة مشتركة. ولكن، أتى الاستحقاق الرئاسي وانقضاض سمير جعجع على ترشيح سعد الحريري لسليمان فرنجيّة ليعيد الأمور الى الخلف. الى مكانٍ قريب من نقطة البداية. سار جعجع بترشيح ميشال عون، أهون الشرّين ربما. وكان ما كان، من برودة متجدّدة بين معراب وبنشعي، تجلّت خصوصاً في التنافس على حقيبة وزارة الأشغال العامة والنقل عند تشكيل الحكومة.
لكنّ اللجنة المشتركة عاودت الاجتماعات منذ خمسة أشهر تقريباً. وزار الوزير ملحم الرياشي بنشعي، ليكون أول مسؤول قوّاتي بارز يقصدها. تبعه بعد أشهر نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني. عادت الحرارة الى العلاقة أخيراً مع ارتفاعها مناخاً. قصد الموفد القواتي طوني الشدياق بنشعي أيضاً، واستقبله فرنجيّة والوزير السابق يوسف سعادة، المكلّف بهذا الملف.
جاء يوم الجمعة الماضي دور "المردة" بـ "ردّ الإجر". قصد سعادة بلدة غوسطا التي يعرف طريقها جيّداً، وهي مسقط رأس صديقه فريد هيكل الخازن، ومن هناك استكشف الطريق نحو معراب حيث كان في استقباله جعجع والشدياق، وكان حوارٌ تناول العلاقة المشتركة كما بعض الملفات السياسيّة.
تقول مصادر الحزبين أنّ العلاقة قيد التطوير. تجيبان على الكثير من الأسئلة بعبارة "بعد بكّير". "بعد بكّير" على التحالف الانتخابي، ومثله على لقاء مشترك بين فرنجيّة وجعجع... لعلّ الحزبين يدركان المثل الشائع عن العجلة والندامة والتأنّي والسلامة.
لعلّهما يطمحان الى علاقة لا تحتاج الى عكّازتين، مثل عكّازتَي باسيل، لتمشي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك