يعاني النائب ابراهيم كنعان من غياب النصاب في الكثير من جلسات لجنة المال والموازنة النيابيّة. شعر الرجل بالخيبة مراراً. بدا مثل ناظر المدرسة الذي يقف بانتظار وصول التلامذة صباحاً، وهم يتأخرون ويتباطأون ويتمارضون. وكم من مرة اتصل بزملائه سائلاً "وين صرتو؟". وكم من مرة رنّ الهاتف ولم يجب الزميل، وطار النصاب...
في الأمس عقدت جلسة أخرى لـ "لجنة كنعان". هكذا بات يسمّيها كثيرون. لجنة تملأ الفراغ الإعلامي صيفاً. ولجنة ترهق الإعلام حين تزدحم الملفات والاستحقاقات. ولجنة تنال من النقل المباشر ما يحتاج، لو دفع ثمنه، الى مال وموازنة. متعبٌ ابراهيم كنعان، للإعلاميّين كما للنوّاب. هو يحمل الرقم القياسي في عدد جلسات اللجان في مجلس مدّد لنفسه ثلاث مرات، من دون أن ينتج بحجم ولاية واحدة. المنافسة غير صعبة، ولكن، مع ذلك، حقّق كنعان رقماً قياسيّاً في "غينيس" ساحة النجمة المليء بأرقام الخيبات، القياسيّة طبعاً.
قصد كنعان مع حقيبته الكبيرة ساحة النجمة أمس. ترأس اجتماعاً للجنة أنجز خلاله مشروع الموازنة، وخرج منه الى اجتماعٍ ثانٍ ثمّ ثالث ورابع وخامس... وبين الاجتماع والآخر اتصالات هاتفيّة ومراجعة ملفات ودردشة مع فريق عمله واتصالات من المنزل تذكّره بتناول الطعام، وبالاحتفال ليلاً بعيد ابنته ماريا...
طال مقام كنعان في مبنى مكاتب النواب يوم أمس. بقي هو والحرّاس حتى المساء. لكنّ الحراس "بينعسو" هنا. اشتكى هؤلاء، وهذه ليست المرة الأولى، من "اوفر تايم" رئيس لجنة المال. المبنى مفتوح من أجله. يسرح ويمرح فيه، والحراس أفرغوا ما في جعبتهم من كلام ووسائل تمضية الوقت المتاحة في مبنى رسمي.
أجرى كنعان اتصالاً هاتفيّاً مسائياً بالرئيس ميشال عون، ليخبره بما أنجزه، خصوصاً قبل جلسة مناقشة عامة مرجّح أن تكون صاخبة اليوم. ثمّ تلقّى مكتبه اتصالاً من الحرس. "دخيلكن بدنا نفلّ". بدا الأمر وكأنّ كنعان يُطرد من مبنى النواب الملاصق للبرلمان. فخرج عند المساء، مع حقيبته الجلديّة المثقلة بالملفات. خرج وسيعود... وكان الله في عون الحرّاس.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك