في منطق "الارهاب"، لا تهمّ الوسيلة بل الحصيلة السوداء لذلك الجهل الذي بات له اسم، وتنظيم، وأهداف، وخبرات دمويّة.
أدّت الحروب في السنوات الأخيرة إلى نزوح الآلاف باتجاه سلام اشتاقوا إليه، رحلوا بغالبيّتهم باتجاه اوروبا باحثين عن فرصة جديدة للحياة، غير أنّ كثيرين لقوا هناك ما لم يتوقّعوه أبداً، خصوصاً في ظلّ البرد القارس.
فقد أفاد عدد من التقارير في الأيام الأخيرة، عن الحال المأساوية التي يرزح تحتها اللاجئون في صربيا حيث تصل الحرارة ليلاً إلى 20 درجة تحت الصفر، فيما هم قابعون في خيم تكسوها الثلوج، ويحوم حولها الموت، منتظراً فريسة ما.
يروي عدد من النازحين كيف انهم لا يجدون مكانا لقضاء حاجتهم في ظل البرد القارس، إضافة إلى النقص في مواد التدفئة والأطعمة التي يزداد استهلاكها في البرد. وكأن الظروف الصعبة التي يعيشونها لا تكفيهم، فتجدهم أسرى الثلوج والمعاناة.
ترى النساء في حال من الانهيار، وهنّ ينظرن إلى أولادهنّ يعانون جوعا وبردا، فيما ليس في يدهنّ حيلة، هنّ اللواتي صلّين كثيرا للنجاة من براثن الدمار والموت في بلادهنّ الجريحة. وقد سجّل سقوط عدد من الضحايا الذين لم يتمكنوا من تجاوز الصقيع.
إنه "الارهاب" أيضاً، ذاك الذي هجّر الشعوب من بلادها، باتجاه المجهول، يفوز مرة أخرى، كلّما فشلت الانسانيّة في أبسط واجباتها، بحماية من أمكنها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك