هل اقترب تنظيم "داعش" من نهايته بعد التطوّرات في المنطقة وبعد انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركيّة؟
يتوارى زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أبو بكر البغدادي عن الأنظار منذ فترة. آخر تسجيل صوتي له، عبر الفيديو، جاء كخطاب انهزام وانهيار، وحمل في طياته تهديدات مبطنة تظهر خيبة أمله في مقاتلي التنظيم في الموصل، وفقا لما أكده خبراء.
قال البغدادي في التسجيل: "لا تنسحبوا فالصمود في مواقعكم بشرف خير ألف مرة من الانسحاب بعار".
ووصف مراقبون وقادة امنيون الخطاب الذي استغرق 32 دقيقة بأنه محاولة يائسة لشحذ همم مقاتليه، مؤكدين انه جاء بمردود عكسي فضح نقاط الضعف والخلل لدى التنظيم الذي بات يخسر الارض شيئا فشيئا.
واللافت أنّ البغدادي ذكر كلمة "الصبر" 18 مرة في رسالته، ما يعكس حالة الخوف لدى مقاتليه. كما ذكر عبارة "رابطوا في مواقعكم" ستّ مرات، فضلاً عن اسلوب التحذير بكلمة "اياكم والضعف" و"إياكم وتولي الدبر" ما يدل على انه يتوقع من أتباعه ترك مواقعهم.
كما كشف الخطاب عن حدوث حالات انشقاق وعصيان داخل التنظيم، وهو الأمر الذي دفع البغدادي إلى مطالبة أنصاره في ثمانية مواقع من الخطاب بطاعة الأمراء وحذّرهم من "النزاع والخلاف".
ويبدو واضحاً من المجريات الميدانيّة، سواء في سوريا أو العراق، أنّ التنظيم يعيش أسوأ أيّامه حيث تعرّض في الفترة الأخيرة لسلسلة هزائم ولضرباتٍ عدّة استهدفت بعض قياديّيه.
إلا أنّ هزائم "داعش" لا تقتصر على الميدان فقط. تبشّر تصريحات الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب بأنّه سيكون مع إدارته أكثر تشدّداً في التعامل مع التنظيم، خصوصاً أنّ إدارة باراك أوباما كانت متساهلة، وفق الكثير من المراقبين مع مسلّحي التنظيم.
فهل تعني هذه المعطيات كلّها أنّ العدّ العكسي لنهاية "داعش" بدأ؟ لعلّ من المبكر الإجابة على هذا السؤال، ولو أنّه بات يستحقّ النقاش الجدّي...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك