بألمٍ معنويٍ يتعايش السجناء مع النسيان. قلق داخلي ووجداني يسيطر على نزلاء البيت الأزرق بعد مرور سنوات على وجودهم فيه، حتى بات جزءاً لا يتجزأ من حياتهم وحركاتهم وحضورهم اليومي.
هذه القضية الانسانية حملها برنامج "عاطل عن الحرية" للمعدّ سمير يوسف بكل أمانة وإخلاص، إيماناً منه بالرسالة الإنسانية الإجتماعية التي حمل ويحمل لواءها منذ سنوات بالتعاون مع لجنة تخفيض العقوبات والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي. وها هو اليوم يُحقق الوعد الذي قطعه بتسليط الضوء على المنسيين في السجون.
إذ بعد جهد متواصل دام حوالي سنتين على ملف المأوى الإحترازي في سجن روميه، إستطاع البرنامج فتح هذه القضية المنسية بشفافية ليتوصل الى الإفراج عن أقدم سجينين في لبنان بعد ٣٨ سنة خلف قضبان السجن. نعم، ٣٨ سنة مرت عليهما مع ما تحمله في طياتها من آلام نفسية وبُعد عن العائلة والحياة الاجتماعية، ليُصبحا بلحظة خارج أسوار روميه العالية، بفضل القرارات الحكيمة للجنة تخفيض العقوبات ومحكمة جنايات بيروت التي آمنت بالقضية وعملت على إزالة كافة العراقيل والصعوبات وصولاً الى إعلان قرارها العادل بالإفراج عن أقدم سجينين وبلغت قيمة الغرامة المالية للأول ١٤٨٠ ليرة لبنانية وللثاني ١٩٠ ليرة لبنانية، وهي مبالغ كانت في الماضي البعيد تُعد محترمة ومؤثرة على دخل الفرد.
باختصار، "عاطل عن الحرية" استطاع كَسر الروتين والجمود الإداري عبر المثابرة المستمرة لحل ملف كان يعتبر من ملفات النسيان. أما اليوم، فصار على طاولة القرار ليتصدر للمرة الأولى، مختلف البرامج ويتخطى أدوار العديد من الجمعيات الحقوقية، فيكون السبّاق في العمل الانساني الصادق بعيداً عن المصالح والمحسوبيات والدعايات الزائفة.
"عاطل عن الحرية"حوّل حياة سجينين من التعطيل عن الحرية الى الحرية الفعلية، فيستحق كل التقدير والإحترام مع فريق العمل المنتج جيمي متى والمخرج يوسف أبو نافع تحرير النصوص إلسي خليل ومساعدة الإنتاج جسيكا دكاش والمونتاج لموسى إدّه. والى مزيد من الانجازات الإنسانية على الصعد كافّة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك