"خبر عاجل: مطلوب دم من فئة O-للشابة سيدريك عبدالله (24 عاماً) التي تعاني من نزف حادّ جرّاء الولادة، وهي في مستشفى جبل لبنان"...
لم يعلم موقع mtv الذي نشر هذا الخبر العاجل وانتشر بسرعة فائقة، نهار الجمعة الماضي، ان مصير تلك الشابّة "الامّ" سيكون الموت، وان الدّماء التي انهمرت لإغاثتها من كلّ حدب وصوب... لن تدوم في جسمها الذي أُرهق من كثرة المحاولات فاستسلم بعد يومين من العذاب المُدمي...
وفي تفاصيل القصّة المأسويّة التي هزّت بلدة القبيات المتّشحة بالسواد حداداً، فإنّ الشابّة سيدريك عبدالله أصيبت بنزف حادّ عقب خضوعها لعمليّة في مستشفى عكار ـ رحال على يد طبيبها المعالج (ك.هـ.)، ما استدعى نقلها الى مستشفى جبل لبنان بطوّافة عسكريّة، حيث باءت كل المحاولات لإنقاذ حياتها بالفشل.
توقّف قلبها النابض بالحياة عن الخفقان مرغماً. قطف الموت هذه الزهرة في عزّ نيسان، سرقها من أغلى الناس وأوّلهم طفلتها الرّضيعة التي لم تتمكّن من رؤيتها ولا من ضمّها أو حتّى شمّها. حُرمت تلك الشابّة الطيّبة من كلمة "ماما" التي طالما حلمت بسماعها، هي التي كانت تتهيّأ ليلاً نهاراً لاستقبال رضيعتها بشكلٍ يليق بها، فكانت متحمّسة وخضعت لدورات مكثّفة حول كيفيّة الاهتمام بها عند ولادتها...
لم تتوقّع ولو للحظة أن تترك فلذتها في كنف العائلة المفجوعة، لم توصِ بها، كانت تريد أن تهتمّ بها وحدها وتتفرّغ لها طيلة الحياة... فباغتها الموت، وأخذها.
تروي صديقة سيدريك في حديث لموقع mtvان الشابّة الراحلة لا توصف بالكلمات، هي التي طالما أسرت الناس بضحكتها العفويّة وتألقها وطيبتها اللّا محدودة وحماسها وعشقها للحياة...
وأضافت: "لم ألتق بسيدريك منذ سنوات، فقد كانت زميلتي أيّام المدرسة، لكنّ ذكريات الطّفولة لا تفارقني، فصورتها وصوتها، ورقّتها، وشخصيّتها المميّزة المحبّة والمليئة بالعطاء، وكل الصّفات التي تخطر على بال كل انسان، لا تفارق تفكيري، ولا يزال هول الفاجعة يسيطر عليّ حتى الساعة".
وختمت: "يصعب على كلّ من عرف سيدريك أن يصدّق أنّ تلك الشّابة قد رحلت فعلاً عن هذه الدّنيا. لتكن نفسها بالسّماء في جوار الربّ".
القبيّات حزينة... انقلب ربيعها شتاء قارساً، برودة الموت طغت على شوارعها، صور "زهرة نيسان" معلّقة في كلّ الارجاء... وبكاء طفلتها الرّضيعة يعلو علّ صوتها يصل الى سيدريك، فتحتضنها من حيث هي وتقول لها "روقي يا ماما، ما تخافي، أنا هون، حدّك، وما رح اتركك أبداً"... ولعائلة عبدالله نقول تلك الطّفلة ستعزّيكم وتلوّن أيّامكم... هي "سيسي جونيور"!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك