خلف هذه الجدران في وزارة البيئة, حكاية صادمة ولا في الخيال . تجاوزات بالجملة, ملايين ضائعة ورجل خارق عابر للحكومات والعهود. انه المدير العام برج هتجيان.
الوزراء المتعاقبون بدءا من طوني كرم مرورا بمحمد رحال وناظم الخوري وصولا الى اكرم شهيب ومحمد المشنوق لم يستطيعوا ازاحته بعدما سجلوا تجاوزات ارتكبها لا تعد ولا تحصى.
العدد خلال عهد حكومة الرئيس سعد الحريري بين 2009 و 2011 ستة وثلاثون تجاوزا راوحت بين تخطي القوانين وسوء استعمال السلطة واستنسابية القرارات وتجاوز الصلاحيات وعرقلة تنفيذ الشق البيئي من البيان الوزاري.
في حكومة "كلنا للوطن كلنا للعمل" برئاسة نجيب ميقاتي سجلت عشرون مخالفة موثقة.
وهذه اللائحة التي وصلت للـ Mtv تظهر بالتواريخ الدقيقة ما مجموعه اثنان وخمسون كتابا موجها من وزراء البيئة المتعاقبين الى رئيس التفتيش المركزي حول مخالفات مدير عام البيئة وضرورة احالته على الهيئة العليا للتأديب وتوقيفه عن العمل الى ان تبت هذه الهيئة بامره. ولكن, التفتيش المركزي لم يحرك ساكنا وبقي المدير العام صامدا في مملكته.
اما مجلس الوزراء برئاسة تمام سلام , فوجه كتابا في 18 حزيران 2014 الى التفتيش المركزي طالبا احالة برج هتجيان على الهيئة العليا للتأديب. فكان المدير العام اقوى من التفتيش ورئيس مجلس الوزراء والوزراء.
في هذا الفيديو المنشور على صفحة كورة على الفايسبوك, يتباهى هتجيان بان معامل الاسمنت لا تسبب مرض السرطان. وهو يوزع على شركات الترابة رخص استيراد مادة البتروكوك بنسبة كبريت لا تتجاوز ستة في المئة علما بان القانون نص ان لا تتجاوز النسبة ثلاثة في المئة.
كل ذلك ادى الى اعتراف الوزير محمد رحال في كتاب الى التفتيش بوجود امتناع من قبل الجهات المانحة عن دعم المشاريع طالما هي بادارة المدير العام الحالي, ما اضاع الملايين على لبنان.
والسؤال من يحمي مدير عام البيئة, وهل الوزير الجديد طارق الخطيب على علم بما يحصل؟
وهل يبقى التفتيش المركزي في غيبوبة؟
اسئلة نضعها برسم حكومة استعادة الثقة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك