تراهن المصادر المتابعة لـ"الأنباء" الكويتية على دور القاهرة وعمان اللتين زارهما الرئيس ميشال عون مؤخرا في اقناع العرب الآخرين بتفهم دقة الموقف اللبناني وحراجته، لكن بعض العرب الذين صدموا بالمواقف اللبنانية الرسمية الخارجة عن الإجماع في الموضوع السوري خصوصا لا يبدون في وضعية المستعد للتفهم والتفاهم، ما لم يتخط لبنان كل الاعتبارات والمحاذير، ويتجاوز سياسة النأي بالنفس والاختيار بين محيطه العربي الجامع والانجراف مع السيل الايراني، بمعنى ان القانون المختلط المطروح كمخرج لقانون الانتخابات لا يسري على العلاقات بين الاشقاء، في وقت تحوم فيه الغربان السود في اجواء المنطقة وضمنها لبنان هذه المرة.
واعتبرت المصادر في دعوة الوزير جبران باسيل من الجنوب الى المحافظة على "نَفَسِنا المقاوم" وان بمقاومتنا يمكننا الوقوف بوجه المعتدي الذي يحضر نفسه للعدوان "رسالة مُسبقة الى قمة عمان".
لكن وزير الداخلية نهاد المشنوق استبق القمة بثوابت يراها واقعية، يبدو انها تعدت تصريحات رئيس الجمهورية المثيرة للعتب العربي عن حزب الله وسورية، حيث قال في حديث لقناة "الغد" المصرية: ان سلاح حزب الله جزء من ازمة اقليمية، والمطلوب حوار وطني حول هذا السلاح، مؤكدا في الوقت ذاته ان عدونا في نهاية المطاف هو اسرائيل، لا حزب الله الذي نريد ضوابط لسلاحه.
وطمأن المشنوق القمة العربية المجتمعة في عمان بأنه للاسف لم تنتج سنوات الحرب في سورية بديلا للرئيس بشار الاسد.
وعلى الرغم من ذلك، فإن المصادر تتوقع عودة الرئيس عون امام القمة الى حدود خطاب القسم، الذي لا ذكر فيه لمقاومة خارج إطار الدولة، ولا لسلاح غير الشرعية، وان المطلوب إقناع الطرف الآخر بتفهم الحرج اللبناني امام اشقائه العرب، لا ان يبالغ في الضغط عليه بالتهويل والتلويح والتذكير بالايام السود.
وتوقعت المصادر قرارًا قمميًا بإدانة التدخل الايراني بالشؤون العربية، وربما هذا ما قد يشكل ذروة الاحراج للوفد اللبناني.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك