الجميع يرفض السلسلة... وبالتالي أرجئت الى أجل غير مسمّى... وربما الى ما بعد الإنتخابات النيابيّة التي بدورها غير واضحة المعلم ولا الموعد.
وقد أوضحت مصادر نيابيّة أنّ هناك قراراً سياسياً كبيراً بسحب سلسلة الرتب والرواتب، من أجل التركيز على قانون الإنتخاب.
وقالت: لو لم تكن النيّة بعدم توفير نصاب الجلسة المسائيّة الخميس الماضي لكانت الكتل النيابيّة استطاعت الطلب من أربعة نواب الحضور الى ساحة النجمة من أجل توفير النصاب واستكمال البحث في السلسلة.
وسألت المصادر أين أصبح الدفاع المستميت عن السلسلة؟ فجأة اختفى... لتُرمى التهم على "حيتان المال"... قائلة: هل هؤلاء كانوا على مقاعد النواب؟
لغة الأرقام
لغة الأرقام
وفي وقت يستمرّ فيه السجال بين تكتل "التغيير والإصلاح" وحزب "الكتائب" حول الضرائب وتمويل السلسلة حيث كل طرف يسعى الى تبرير موقفه وإظهار صوابية رأيه، أشار مصدر نيابي في كتلة "المستقبل" عبر وكالة "اخبار اليوم" أنّ موقفنا من ملف سلسلة الرتب والرواتب هو الأشدّ وضوحاً، والأكثر صدقاً، منذ بداية المطالبة بها، بحيث لم يقاربها بـ "شعبويّة" يوماً، على عكس باقي القوى السياسيّة، بل تعاطى معها بلغة الأرقام والموازنة ما بين النفقات والواردات، أي بلغة "الحرص على مصالح الناس"، وعلى الواقع الاقتصادي في البلاد، الذي هو أصلاً في "العناية الفائقة".
حيث يهرب الآخرون
حيث يهرب الآخرون
ورداً على سؤال أوضح المصدر أن المسؤولية تقع على عاتق جميع القوى المكوّنة للسلطة السياسية في البلاد، لكن الفارق انّ "تيار المستقبل" يواجه حيث يهرب الآخرون، وهذا ما يُسجّل له ولا يسجّل عليه، بمعزل عن بعض أصوات "النشاز الحاقدة" على التيار ورئيسه.
وقال: لا نلتفت الى هذه الأصوات بل نركز على التعاطي مع ما يحصل من تطورات، إنطلاقاً من الواقع الذي يفيد بحقيقة واحدة، مفادها ان الرئيس الحريري، يحمل مشروع "إنقاذ السلسلة" من المزايدات التي تكاد تطيح بها، وهو بذلك يحمل أوجاع الناس، ويعاند من أجلهم، ويتحمل في سبيلهم كل الإفتراءات الظالمة، وهو الذي صارحهم بعد جلسة "اللجان المشتركة"، ومن ثم بعد جلسة الحكومة الأخيرة، وصولاً الى تظاهرة الأحد.
مبادرة تجاه المتظاهرين
مبادرة تجاه المتظاهرين
وفي هذا الإطار أكد المصدر أنّ ما قام به الحريري من "مبادرة" تجاه المتظاهرين، يوم الأحد في ساحة رياض الصلح، يندرج في سياق تأكيد موقف "تيار المستقبل" بأنه مع الناس وليس ضدهم، ولن "يلوّن" موقفه للتلاعب بحقوقهم، ولن يدير لهم "الأذن الطرشاء" كما يفعل الآخرون. واضاف: بذلك سجل الحريري "سابقة" في تعاطي المسؤولين مع حراك الشارع، واحترامه للمتظاهرين، إن بالنزول الى الساحة لمخاطبتهم، او بدعوتهم الى الحوار و"تشكيل لجنة للنقاش في مطالبهم"، وصولاً الى توجيه الشكر للجيش والقوى الأمنيّة على "حكمتها" في تأمين سلامة المتظاهرين، وحقهم في التظاهر.
وبالتالي استطاع الحريري بأقلّ من 5 دقائق، وبـ "جرأة نادرة"، أن يؤكد على "مسؤوليّة وطنيّة" قلّ نظيرها تجاه مواطنيه، وأن يتحمّلها في عزّ تخلي غيره عنها، ولا سيما إشارته الصريحة الى دور لرئيس الجمهورية ميشال عون بقوله: "هذه الحكومة مع فخامة الرئيس سوف تكون دائماً الى جانبكم"، وقبل ذلك تأكيده على دور مجلس النواب في ايجاد الحلول.
وتابع: الأكثر أهمية، انه بادر الى سحب البساط من الشارع، واستطاع بصدق "شدّ العصب" من حوله، ومن حول مقام رئاسة الحكومة، بدليل موجة التضامن والتقدير لما قام به، والتي غزت مواقع التواصل الاجتماعي، بالتوازي مع المواكب التي جالت المناطق، وسلسلة البيانات الداعمة له.
المدّ والجزر
المدّ والجزر
وسئل: لكن ملف السلسلة لا يزال مفتوحاً على كل الإحتمالات، فأجاب المصدر "المستقبلي": هذا الملف سيشهد الكثير من المدّ والجزر، قائلاً: في الوقت ذاته لا نُسقط من حساباتنا أن فئة لا يستهان بها من جمهور تيار "المستقبل" و"14 آذار" كانت في عداد المتظاهرين في الساحة، وفي عداد المؤيدين للمطالب من المنازل، ولا يجب استفزازها، وهي لم ترضَ بالإهانات التي تعرّض لها الرئيس الحريري، وتصدّت لها وتبرأت منها.
وبالتالي، أكد المصدر أنّه يجب أن ننأى بأنفسنا عن الظهور بموقع "الضحيّة" أو "المستهدف" من هذا الحراك الشعبي، الذي لم يرتقِ الى مستوى الحراك الذي تم على خلفية ملف النفايات، حتى ولو كان استهدافنا هو الهدف الرئيسي لبعض المنظمين، كي لا نقدّم لهم "خدمات مجانية"، بأن تياراً بحجم تيار "المستقبل" تزعزعه تظاهرة.
وأوضح ان النأي بأنفسنا عن هذا المسار، يفرض على كل قيادات "التيار" وهيئاته، التأني قبل إصدار أي موقف، والأخذ في الحسبان ان فئة كبيرة من جمهور "التيار" تطالب بالسلسلة، وأن فئة أخرى ترفض فرض ضرائب جديدة، ما يعني ضرورة ان نزين مواقفنا بـ "ميزان الجوهرجي"، وأن لا نضع شارعنا بمواجهة أي شارع، واعتبار مواقف الرئيس سعد الحريري وما يقوم به هي "البوصلة" فقط.
الخطوط العريضة
الخطوط العريضة
وخلص المصدر الى تحديد الخطوط العريضة لموقف تيار وكتلة "المستقبل"، بالآتي:
- تفهّم وجع الناس، واستيعاب مطالبهم.
- إرادتنا صادقة بإقرار "السلسلة" كحق للفئات المطالبة بها، بعيداً عن المزايدات الشعبوية والإنتخابية.
- الحرص على التوازن المنطقي بين النفقات والايرادات، كي لا تعطى "السلسلة" بيد، وتؤخذ من اليد الأخرى، من خلال أي ضرائب تطال الطبقات الفقيرة والوسطى.
- المطالبة بالإصلاح، الذي هو في صلب مشروعنا السياسي والاقتصادي، وفي صلب إصلاحات مؤتمرات "باريس 1 و2 و3"، وكذلك الإضاءة على مكامن الفساد ومزاريب الهدر.
- تحميل كل القوى السياسية مسؤوليتها في العمل على تأمين إقرار "السلسلة" بالشكل الذي يحفظ مصالح الناس واقتصاد البلد.
وكالة "أخبار اليوم"
وكالة "أخبار اليوم"
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك