ليس من محض الصدفة أن يلتقي عيدهما في يوم واحد، فهما للحياة زينة ومن ألوانهما لا تمل!ّ العيون ولا القلوب.
أن نعيّد الأم في اليوم الأول من فصل الربيع، ليس صدفة أبدا، فالحبّ يغزو الأرض في هذا اليوم، لكأن الأزهار تقصّدت أن تلبس اجمل ما لديها لتستحق لمسة من يدي "الأم".
وقفت كلارا مزهوّة مغتبطة... صرخت امام المئات "هذه هي أمي... أمي التي ارتويت من حنانها ولا زلت، أمي التي عانقت العوز حتى ألبس اجمل الأثواب، أمي التي مسحت دموعي كلّ مرة غشّتني فيها الحياة..."، نظر الجميع إلى الفتاة ووالدتها، تأملوهما، لاحظوا الشبه بينهما، وراح كلّ واحد بدوره يردد الفعل نفسه..
صورة وراء صورة، وقصيدة تلو الأخرى، بات بإمكاننا القول إننا تقريبا تعرفنا إلى غالبية امهات أصدقائنا على Facebook وinstagram. لم يبخل علينا هؤلاء بالصور، كما لم يفعلوا بالنسبة للكلمات التي أرفقت بها، إن كانت نابعة من القلب أو من الكتب أو لربما من محركات البحث، لا ندري... المهمّ أن الحبّ ملأ المكان، أو بالأحرى ملأ صفحاتنا على الانترنت، فتحوّل الجميع إلى شعراء يفيضون عشقا وحنانا.
هكذا تحوّلت المواقع، وخصوصا فايسبوك إلى ألبوم للأمهات، تعرفنا من خلاله إلى أمهات الجميع، حتى بات بإمكاننا ان نحدد ممّن ورث ذلك الصديق أنفه الكبير، ولماذا تعاني تلك الفتاة النحيلة من فوبيا البدانة، ومن السبب وراء الملابس الشنيعة لتلك الفتاة...
كما تنتشر في عيد الميلاد صور الشجرة في كلّ منزل ووسط كلّ مدينة، هكذا أيضا، في عيد الأمّ أدخلنا عنوة إلى منازل هؤلاء من خلال صورهم، عيّدنا معهم، وقرأنا معايداتهم لبعضهم البعض.
إلا أن اللافت وسط كلّ هذه الجلبة، كانت "الحماة"، التي حظيت بحصّة متواضعة ولفتة بسيطة على صفحات بعض "الكناين" اللواتي لم ينسينهنّ في العيد، فعايدنهنّ بأجمل العبارات والصور، رغم أن كثيرات منهنّ لا علاقة لهنّ بالتكنولوجيا أو مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الارجح لن يقرأن ما كُتب "على شرفهنّ"... أو لربما يكون ذلك مقصودا، من يعلم!
على أيّ حال، ومهما كانت طريقتكم، يبقى أنه في عيدها، لا شيء يضاهي قبلة على وجنتيها... اكتبوا ما شئتم وانشروا ما أردتم، المهمّ أن لا تترددوا في ضمّها وتقبيلها، لأن لا شيء يفرح قلبها أكثر من قبلة وابتسامة من فلذة كبدها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك