لا عجب في هذه الدّنيا أن تظلّ رائحة بعض الأماكن محفورة في ذاكرتك ووجدانك، وكأنّها "أيقونة" في حياتك تتحوّل عادة المرور من أمامها يوميّاً رمزاً من رموز ماضيك ممزوجاً بحاضرك، يكفي أن يقع نظرك عليها حتى يمتلئ نهارك بالذبذبات الايجابية...
لكن حين يدقّ ناقوس الخطر، وتزعق "البومة" فهي تطال كلّ تلك الاماكن... هي لا ترحم أحداً بدءاً بذاك المحلّ الصغير الذي يبيع هدايا عيد المعلمّ مروراً بإحدى المدارس، وصولاً الى "صاج أبو شربل"...
بدأ ذلك النّهار بغصّة. مروري يوميّاً من أمام تلك الواجهة المزيّنة بالالعاب البسيطة التي تذكّرنا بطفولتنا وبـ"أيّام العزّ" حين كنّا نبتاع هديّة جميلة لمعلّمتنا المفضّلة تكريماً لها في عيدها، فالمحل "أغلق أبوابه"، والسبب الافلاس...
وبعد يومين "زعقت البومة" مجدّداً، والتالي كان صاج أبو شربل، هو الذي ما أن تشتمّ رائحة مناقيشه الطّازجة حتى تتذكر يوم كانت المنقوشة بـ 750 ليرة لبنانيّة. هو الذي حافظ تقريباً على سعرها فكان الافلاس له في المرصاد...
لكن الأدهى من ذلك كله، أن تسمع من مدرّس أن المؤسسة التربوية المرموقة التي يعمل فيها أبلغته ورهطاً من زملائه أنها ستستغني عن خدماتهم العام المقبل، ليس لأنهم لا يتمتعون بالكفاءة ولا يقومون بواجباتهم على أكمل وجه، بل لأن المدرسة مرغمة على إقفال صفوف بسبب تراجع عدد التلاميذ. فبدل أن يكون لكل صف خمس غرف أو ست، ستكتفي بغرفتين، وبالتالي لا لزوم لكل هذا العدد من المدرسين والمدرسات.
الخفض سببه إذاً تراجع عدد التلاميذ بسبب عجز الأهل عن دفع الأقساط، علماً أن المدرسة المعنية ليست مكلفة كثيراً. ولكن يبدو أن الضائقة تضغط على الناس أكثر وأكثر، ولم تعد تطاول الكماليات كشراء الألعاب والهدايا فحسب، بل وصلت إلى الأساسيات مثل المدرسة، وأرغمت كثراً على التخلي عن المدرسة المرموقة ونقل أولادهم إلى مؤسسة أقل مستوى من أجل خفض النفقات...
ولفتني قول المدرّس نفسه أنه بعدما كان حتى العام الماضي يرفض الكثير من طالبي الدروس الخصوصية لامتلاء وقته بعد دوام المدرسة، فإنه ليس لديه تلميذ واحد هذه السنة يعطيه دروسا خصوصية، والسبب أن الأهل لم يعودوا قادرين على دفع ثمنها...
ناقوس الخطر يصدح عالياً، والناس على شفير الإفلاس، فهل يرحمهم السياسيّون المختلفون على جنس ملائكة قانون الانتخاب؟!
بدأ ذلك النّهار بغصّة. مروري يوميّاً من أمام تلك الواجهة المزيّنة بالالعاب البسيطة التي تذكّرنا بطفولتنا وبـ"أيّام العزّ" حين كنّا نبتاع هديّة جميلة لمعلّمتنا المفضّلة تكريماً لها في عيدها، فالمحل "أغلق أبوابه"، والسبب الافلاس...
وبعد يومين "زعقت البومة" مجدّداً، والتالي كان صاج أبو شربل، هو الذي ما أن تشتمّ رائحة مناقيشه الطّازجة حتى تتذكر يوم كانت المنقوشة بـ 750 ليرة لبنانيّة. هو الذي حافظ تقريباً على سعرها فكان الافلاس له في المرصاد...
لكن الأدهى من ذلك كله، أن تسمع من مدرّس أن المؤسسة التربوية المرموقة التي يعمل فيها أبلغته ورهطاً من زملائه أنها ستستغني عن خدماتهم العام المقبل، ليس لأنهم لا يتمتعون بالكفاءة ولا يقومون بواجباتهم على أكمل وجه، بل لأن المدرسة مرغمة على إقفال صفوف بسبب تراجع عدد التلاميذ. فبدل أن يكون لكل صف خمس غرف أو ست، ستكتفي بغرفتين، وبالتالي لا لزوم لكل هذا العدد من المدرسين والمدرسات.
الخفض سببه إذاً تراجع عدد التلاميذ بسبب عجز الأهل عن دفع الأقساط، علماً أن المدرسة المعنية ليست مكلفة كثيراً. ولكن يبدو أن الضائقة تضغط على الناس أكثر وأكثر، ولم تعد تطاول الكماليات كشراء الألعاب والهدايا فحسب، بل وصلت إلى الأساسيات مثل المدرسة، وأرغمت كثراً على التخلي عن المدرسة المرموقة ونقل أولادهم إلى مؤسسة أقل مستوى من أجل خفض النفقات...
ولفتني قول المدرّس نفسه أنه بعدما كان حتى العام الماضي يرفض الكثير من طالبي الدروس الخصوصية لامتلاء وقته بعد دوام المدرسة، فإنه ليس لديه تلميذ واحد هذه السنة يعطيه دروسا خصوصية، والسبب أن الأهل لم يعودوا قادرين على دفع ثمنها...
ناقوس الخطر يصدح عالياً، والناس على شفير الإفلاس، فهل يرحمهم السياسيّون المختلفون على جنس ملائكة قانون الانتخاب؟!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك