مع هدوء الضجة التي أثارتها مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الاخيرة من سلاح حزب الله، تلاحظ مصادر سياسية مراقبة عبر "المركزية" ان ردود الفعل على الكلام "الرئاسي" بقيت في النطاق الداخلي، محصورة ببعض المكونات السياسية المختلفة مع الحزب. أما على الصعيد الخارجي، فلم يصدر أي تعليق الا عن منسقة الامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ وعن مجلس الامن الدولي حيث ذكرا بضرورة التزام مندرجات القرار 1701.
غير أن أيا من العواصم الدولية والعربية والخليجية لم يردّ على مواقف عون، تتابع المصادر. فصحيح انها تركت "نقزة" لديها، الا انها تعاطت معها بموضوعية: فرئيس الجمهورية اعتبر ان سلاح "الحزب" يساند الجيش اللبناني لصد الاعتداءات الاسرائيلية كون الاخير غير قادر على القيام بالمهمة وحيدا، وهذه حقيقة علمية وعسكرية نظرا الى اختلال ميزان القوى لصالح الاسرائيليين المتفوقين لوجستيا على الجيش اللبناني. الا ان عون أكد في المقابل، ان سلاح "الحزب" لا يستخدم في الداخل ودوره محصور بـ"المقاومة"، قبل ان يدعو الاميركيين منذ يومين خلال لقائه في بعبدا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي روبرت كوركر جنيور، الى "الاستمرار في تسليح الجيش ليصبح قادرا وحده على الدفاع عن لبنان".
وفي حين تكشف عن اتصالات توضيحية أجرتها بعض الدول الغربية والخليجية بعيدا من الاضواء مع مسؤولين لبنانيين للوقوف عند حقيقة كلام الرئيس عون وخلفياته، تقول المصادر ان استفساراتها هذه بددت هواجسها، حيث تمت طمأنتُها الى ان خطاب القسم والبيان الوزاري هما الخط البياني الذي يحدد موقف لبنان الرسمي وسياسات الدولة وخياراتها.
ولما كانت الانظار توجهت فور كلام عون نحو السعودية مع اعراب بعض الجهات السياسية عن خشيتها من أصداء سلبية قد يتركها في المملكة، تقول المصادر ان كشفَ الرياض عبر وكالة الانباء السعودية (واس) عن اتصال هاتفي أجراه ولي وليد العهد الامير محمد بن سلمان برئيس الحكومة سعد الحريري منذ أيام، أتى ليصب في خانة تأكيد ان مواقف عون لم تعكّر الصّفو المستجد الذي يلف العلاقات اللبنانية - السعودية. ففي تعمّد "المملكة" الاعلان عن الاتصال الذي كُشف عنه في اعلامها وليس عبر الاعلام اللبناني- علما ان كلاما كثيرا قيل في الآونة الاخيرة عن برودة تحكم علاقة الرجلين - رسالة واضحة بحسب المصادر، أرادت من خلالها الرياض التأكيد انها تتفهّم مواقف عون التي لن تؤثر سلبا على علاقة المملكة بالعهد.
وفي وقت تردد ان الاتصال تخللته دعوة وجهها بن سلمان الى الحريري لزيارة الرياض، أفيد أيضا انه كان مناسبة أكد فيها المسؤول السعودي لرئيس الحكومة ان التحضيرات لتعيين المملكة سفيرا لها في لبنان، تسير على قدم وساق، الا ان أي موعد لوصوله لم يحدد بعد.
وفي عود على بدء، توضح المصادر ان العيون الدولية والاقليمية سترصد مواقف لبنان في القمة العربية المنتظر أن تنعقد في الاردن منتصف الشهر المقبل، اذ انها ستشكل فرصة للوقوف عند موقفه الرسمي من مجمل القضايا العربية والاقليمية بعيدا من المواقف التي يطلقها مسؤولوه بـ"المفرّق" في اطلالاتهم الاعلامية.
واذ تشير الى ان خطاب رئيس الجمهورية في القمة ستكون له تداعيات، ذلك ان عددا لا بأس به من المسؤولين العرب ينتظرون ما سيقوله ليبنوا على الشيء مقتضاه، لا تستبعد المصادر ان يكون تعيين السعودية سفيرها في لبنان مرتبطا بمجريات القمة العتيدة حيث قد يصل الى بيروت فور انتهائها.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك