كتبنا، منذ يومين، مقالاً عن برنامج "نقشت" فقامت الدنيا ولم تقعد، علماً أنّ مضمون المقال نفسه تكرّر في أكثر من مقال، في أكثر من جريدة وموقع إلكتروني. واستدعى الأمر، أيضاً، ردّاً عبر مقال نُشر على موقع LBC الزميل الذي نحترم مهنيّته، تماماً كما نحترم المحطة ولم نقصد الإساءة إليها في المقال، بل كان هدفنا الإضاءة على ما يتضمّنه البرنامج من استخدام لتعابير لم يسبق أن سمعنا مثلها في تاريخ التلفزيون اللبناني، وهي مهينة لكاتبها وقائلها ومتلقّيها، ومهينة للجمهور.
لم نقصد، كما فسّر البعض، الانخراط أكثر في "نشر الغسيل" التلفزيوني الوسخ، في حين كان الأجدى بالمحطات، "منّا وجرّ"، أن تتكاتف وتتعاون وتؤمّن مصادر لبقائها، وهي تعاني كلّها من دون استثناء من أزمات ماليّة.
وكان الأجدى، أيضاً، بمن اعترض وتحدّث عن غيرتنا من محطة زميلة، أن يبدي حرصاً على أولاده الذين يسمعون من شاب يكبرهم بسنوات قليلة عبارات مثل "كم مرّة بتلعبي فيه بالنهار؟" على شاشة التلفزيون التي تدخل الى كلّ بيت.
فلنتنافس، كما يحصل مع موقع الـ LBC مثلاً، على سبقٍ في خبر. على معلومة أو تصريح لمسؤول. هذه منافسة ممكن أن نذهب فيها حتى النهاية، وهي مشروعة وتفيد القارئ والمتابع للخبر. أما أن يحصل التنافس على مستوى "كم مرّة بتلعبي فيه؟" فهو أمر مهين لجميع من يمارس مهنة كانت تسمّى البحث عن المتاعب، فإذا بها تتحوَّل الى البحث عن الصدور والمؤخرات والكلام المقرف...
إنّ ما يحصل اليوم مسيء للجميع. وليس "نقشت" سوى نموذج عمّا يعرض على الشاشات اللبنانيّة التي تكاد تتحوَّل الى متاريس ليست أقلّ سوءاً من متاريس الحروب. ويستأهل الأمر، قبل أيّ أمرٍ آخر، تدخلاً من وزير الاعلام ملحم الرياشي الذي بدا حريصاً، منذ لحظة تعيينه، على حراسة "هيكل الحريّة" كما ردّد مراراً.
ما يجري، يا حضرة الزميل والصديق قبل معالي الوزير، لا صلة له بالحريّة... أما الهيكل فيكاد يسقط، كما الأخلاق.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك