أن يخطف رجلّ متقدّمٌ في السنّ، من طريقٍ عام، ويُنقل مسافة غير قصيرة بسيّارة من قبل مسلّحين الى منطقة معروفة، ثمّ يرسل أحد أكبر المرجعيّات في الدولة مقرّباً منه لمفاوضة الخاطفين، فهو الدليل الأكبر على أنّنا نعيش في شبه دولة.
ستكون مدينة زحلة اليوم أمام تحدّيين. الأول، هو القدرة على ضبط الشارع الذي بدا غاضباً أمس وبدأت ترتفع فيه شعارات طائفيّة ربما لا يُلام أصحابها. يشعر هؤلاء بتهديدٍ في أمنهم، كما في وجودهم. تتضامن المدينة اليوم مع ابنها المخطوف، فتقفل المؤسسات التربويّة والتجاريّة، وتقفل الطرقات وتحرق فيها الإطارات، في تكرار لمشهد حصل أمس. أما التحدّي الثاني فهو الإفراج عن سعد ريشا الذي خطف أول من أمس، وهو ما كان تعثّر ليل أمس بعد أن كانت المفاوضات بلغت مراحلها النهائية، وقد شارك فيها بسّام طليس بتكليف من الرئيس نبيه بري. إلا أنّ هذه المفاوضات تعثّرت بعد أن كان الجيش اللبناني تلقّى اتصالاً لتسلّم المخطوف ريشا، وحين قصدت قوّة من الجيش المكان لتسلّمه تبيّن أنّ من تمّ تسليمه هو مواطن سوري كان خُطف من قبل مجموعة من آل جعفر!
عادت المفاوضات للإفراج عن ريشا الى نقطة الانطلاق، وهي يتوقّع أن تنشط منذ الصباح على أكثر من مستوى، خصوصاً أنّ التحركات المطالبة بالإفراج عنه مرشّحة للتطوّر. فهل ستبقي الدولة على بعضٍ من هيبتها المفقودة بقاعاً وتداهم مكان وجود الخاطفين، أم ستبقى منتظرة أن يمنّ عليها الخاطفون باتصال؟
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك