اليوم ١٩ كانون الثاني. مرّ عامٌ كامل على اتفاق معراب. لم يتغيّر شيءٌ بالنسبة الى ملحم الرياشي وإبراهيم كنعان، باستثناء حصول الأول على لقب المعالي، وعلى بعض البزّات الرسميّة مع "الجيليه". انتهى طلاق الرياشي مع الملابس الرسميّة وربطات العنق، واستمرّ زواجه السياسي مع كنعان، بانتظار زواجه الفعلي بعد أشهر قليلة.
ولم يتغيّر كنعان أيضاً. ما يزال الرجل كثير الحركة، وممسكا بالكثير من الملفات، وما يزال مؤمناً بأنّ خطوة ١٨ كانون الثاني ٢٠١٦ هي مثل البساتين التي تحدّث عنها في تغريدته أمس، ستزهّر متى سقيت بالتنسيق والحوار وترجمة التقارب الى أفعال.
عقد الرياشي وكنعان خلوةً أمس في المجلس النيابي على هامش الجلسة التشريعيّة التي انشغل فيها وزير الاعلام بهاتفه، فطلب منه رئيس المجلس إقفاله. قبل ساعات، وتحديداً مساء الثلاثاء، كان الرجلان يجلسان مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، في لقاءٍ في معراب ظلّ بعيداً عن الإعلام.
يؤكد كنعان والرياشي شعورهم بالحضور الذي تعزّز في المؤسسات، ولكن هناك حاجة للتمثيل الحقيقي في المجلس النيابي ليكتمل ويصبح قادراً على انتاج الاصلاح المطلوب. إلا أنّ الشعور الثابت هو أنّ الخلاف لم يعد مسيحيّاً، "ومن الضروري العمل على المزيد من استثمار الوحدة المسيحية كرافعة للشراكة الفعلية والحضور المسيحي الفاعل".
وكان الرياشي عقد سلسلة اجتماعات في الأيّام القليلة الماضية، خصوصاً مع تيار المستقبل، بهدف تقريب وجهات النظر من قانون الانتخاب. وكذلك، أجرى كنعان سلسلة اتصالات للهدف عينه شملت رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في لقاءٍ ظلّ بعيداًعن الاعلام.
لم يكن تاريخ ١٨ كانون الثاني ورقة على روزنامة، ولا هو محطة منفصلة عمّا قبلها وما بعدها. هو بناءٌ بدأت ترتفع مداميكه على يد ملحم الرياشي وابراهيم كنعان، أو هو بستان يجب ريّه ليزهّر. وقد أثبت الرجلان قدرتهما على الريّ. وفي العام الذي مضى رأينا زهراً كثيراً...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك