ببساطة نسأل: ماذا لو كتب باسل الأمين، أو غيره، "صرماية اللاجئ السوري والعامل والمواطن السوري بتسوى ميشال عون أو نبيه بري أو سعد الحريري أو حسن نصرالله أو...؟".
ليست المرّة الأولى التي تُطرح فيها قضيّة حريّة التعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولن تكون الأخيرة بالتأكيد. أثار الـ "ستاتوس" الذي كتبه الشاب باسل الأمين هذا الموضوع من جديد، وتبرّع البعض، ومن بينهم إعلاميّون، لتبنّي "هاشتاغ" مدافع عنه وهو "الستاتوس مش جريمة"، علماً أنّ الجرم واضح في ما كتبه الأمين، بشهادة جميع المحامين الذين تمّت استضافتهم عبر وسائل الإعلام.
والغريب فعلاً أن ينضمّ إعلاميّون، مثل ديما صادق على سبيل المثال لا الحصر، الى صفوف المدافعين عن مخالفة القوانين وإلحاق الإهانة المباشرة بوطنهم الذي يجب أن يكونوا الأحرص عليه.
والغريب أيضاً، أن يحوّل البعض الأمر الى قضيّة عنصريّة في مواجهة اللاجئ السوري الذي، لو حرص المدافعون عنه عليه فعلاً، لما وجّهوا الإهانة من خلال استخدام اسمه الى الدولة اللبنانيّة، بشعبها ورئيسها ورموزها...
لسنا هنا أمام قضيّة حريّات عامّة، وهي مصانة في القوانين كما في الممارسة أكثر من دول كثيرة في الغرب. بل نحن أمام فئة تريد أن تقول ما يحلو لها، ومتى شاءت. فئة رفضيّة لكلّ شيء، ولا تتأخّر في إهانة الوطن الذي تحمل هويّته. فـ "الستاتوس ممكن أن يكون جريمة" إذا تضمّن إهانة للوطن أو للآخر، والتعبير الحرّ عن الرأي يجب ألا يبلغ أبداً مرتبة الاعتداء على كرامة الوطن أو كرامة المواطن، أو حتى كرامة اللاجئ. وإذا كان ما كتبه الأمين يعبّر فعلاً عن رأي البعض، فالأجدى بهم أن يتخلّوا عن جنسيّتهم اللبنانيّة، لكي يقرنوا رأيهم بالفعل.
ونسأل، أيضاً وأيضاً، ماذا لو أهان باسل الأمين، أو غيره، أحد زعماء الطوائف أو رجال الدين في لبنان؟ ألن يتسابق حينها الغيارى على التهجّم عليه وإهراق دمه والتظاهر وقطع الطرقات للمطالبة بمعاقبته؟ ألم يحصل هذا الأمر سابقاً، بسبب صورة أو كاريكاتور فقط؟
نحن هنا أمام فعلٍ جرميٍّ واضح، لا يجوز التراخي أمامه ليس بسبب قولٍ طائش كتبه باسل الأمين، بل من أجل الوعي على أنّ كرامة الأوطان أكبر من أيّ أمرٍ آخر، ومن أجل التأكيد بأنّ الدفاع عمّن كتب وأهان، من قبل رياض قبيسي ورامي الأمين من تلفزيون "الجديد" وغيرهما، هو أسوأ من الكتابة والإهانة نفسيهما، وهو تشجيع لآخرين على التعرّض لكرامة الوطن.
وإذا كنّا نشكو من النفايات في الشوارع، فما من داعٍ لتصبح مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بنفايات الأفكار، وهذه، بالتأكيد، أكثر قذارة!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك