انتقل النائب سامي الجميّل من موقع الدفاع الى موقع الهجوم. جاء توافق التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة ليشكّل "ضربة" لرئيس "الكتائب" الذي كان يخطو خطواته التنظيميّة الحزبيّة، ويعزّز حضوره الشعبي، فكان ما كان من ردّ، وجاء ما جاء من نتائج على صعيد توتّر العلاقة مع "الحليف القوّاتي". أما اليوم، وعلى بعد أشهر من الموعد المفترض للانتخابات النيابيّة، فيبدو أنّ النائب الشاب اختار المواجهة بأساليب أخرى، معتمداً النظريّة الكرويّة "أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم".
لن تكون الزيارة التي قام بها النائب سامي الجميّل مساء الخميس الماضي الى دارة الوزير الراحل الياس سكاف إلا خطوة في إطار سلسلة خطوات سيتّخذها الجميّل. اختار رئيس "الكتائب"، بديلاً عن حلفه غير المضمون مع "القوات"، واستعداداً لمواجهة يراها كثيرون حتميّة مع ثنائي "النيّات"، أن يوسّع مروحة خياراته لتشمل مستقلّين وقوى سياسيّة محليّة وحتى بعض القوى في فريق 8 آذار.
وتتحدّث مصادر عن أنّ الجميّل يدرس جديّاً خيار الانفتاح على العميد المتقاعد شامل روكز، من دون أن تستبعد خيار عقد لقاء بين الرجلين في المستقبل القريب. وتوقّفت مصادر قريبة من الجانبين عند التحالف الذي تمّ بين "الكتائب" والتيّار الوطني الحر في الانتخابات البلديّة في جونية، والتي كان يتولّى إدارتها، الى حدٍّ بعيد، روكز، في حين غاب عنها رئيس "التيّار" الوزير جبران باسيل، لافتةً الى أنّ هذا التحالف يؤكّد عدم وجود مانع، من الجهتين، للتواصل وبناء علاقة سياسيّة أو، أقلّه، انتخابيّة.
وتتحدّث هذه المصادر بجزم عن استحالة حصول تعاون انتخابي بين روكز ومرشّحي القوات اللبنانيّة، ما يجعله أقرب الى خيار المستقلّين كما الى التحالف مع "الكتائب"، ولو كان الأمر ما يزال في خانة التحليل.
اختار سامي الجميّل إذاً ألا يضع يده على خدّه متأملاً ما يبنيه التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة من علاقة سياسيّة ستشكّل الانتخابات النيابيّة المقبلة اختباراً جديّاً لها. سيجد في سليمان فرنجيّة وميشال المر وبطرس حرب، وميريام سكاف ربما، وغيرهم أيضاً شركاء في خوض معارك انتخابيّة ليس هدفها الإبقاء على الحجم النيابي للحزب، بل توسيع دائرته وتعزيزه، وهو أمر ليس بالمستحيل. من هنا، لن تكون زيارة اليرزة ولقاء سكاف سوى البداية في مسيرة توسيع الخيارات المتاحة أمام "الكتائب"، الى جانب تحالفه مع تيّار المستقبل وعلاقته الجيّدة مع حزب "الطاشناق" وتواصله مع حزب الله...
فالسياسي الشاب الذي سجّل هدفين في مباراة كرة القدم التي شارك فيها سياسيّون قبل سنوات قادر على المراوغة وتسجيل الأهداف، ولو كان الخصم بحجم الثنائي المسيحي الأقوى. ففي السياسة، كما في كرة القدم، لا يربح الأقوى دوماً...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك