حلّ الشّهر الاخير بطيئاً على اللّبنانيّين، فسجّلوا خلاله أرقاماً قياسيّة بالشّتائم التي طالت خدمةً، هي بالفعل نقمة إبتلينا بها، وأُنزلت علينا جرّاء تقاعس وهدر وفساد المسؤولين في لبنان.
محظوظٌ من استطاع أن يُنهي مكالمة هاتفيّة عبر الانترنت خلال الاّيام الاخيرة، فريثما يصل صوتك الى الشّخص خلال المكالمة، قد تنهي قسماً من أعمالك، لأنّ الحديث يطول وينتهي ويبدأ أكثر من 10 مرّات. كلمةٌ تصل، وعشرات الكلمات تختنق من جرّاء ضعف وبطء الانترنت في بلدنا.
أمّا تحميل صورة، أو محاولة إرسال بريدٍ إلكترونيٍ، أو حتى البحث في محرّك "غوغل" فهي من المهمّات المستحيلة. وإن تخلّيت عن خدمة الاحلام المزعومة 4G لتستعين بالـWifi لإنجاز أعمالك الالكترونيّة، فالنّتيجة هي واحدة، لا إنترنت عزيزي المُستخدم.
فما سرّ بطء الانترنت في لبنان؟ ولمَ الخدمة الى تراجعٍ كبيرٍ؟
يوضح رئيس جمعيّة الانترنت العالميّة فرع لبنان غبريال الدّيك أنّ "هناك شحّاً في السّاعات الدوليّة التي تُؤمَّن للبنان مقارنة مع حجم المستخدمين من شركات، ومؤسّسات، ومواطنين، ولاجئين"، مشيراً لموقع mtv الالكتروني الى أنّه "على الدّولة أن تشتري ساعات أكثر بأسعارٍ مخفّضة وتبيعها بأسعار رخيصة للسّوق لتلبية الحاجات".
ويعتبر الدّيك أنّ "لا حلّ لهذا القطاع سوى بتحريره"، مردفاً "المواطن اللّبنانيّ يحصل على معدّل 0.05 ميغابايت من الانترنت، في حين أنّ المعدّل العالمي هو 5 ميغابايت، أي أنّنا متأخرون بنسبة 100 مرّة عن باقي البلدان، ممّا يضيء على التخلّف الذي نقبع فيه"، لافتاً الى أنّ "هذا الواقع السيّء للانترنت يؤثّر بطريقة سلبيّة على عمل الشّركات التي ترتكز على هذه الخدمة، وعلى الطلاب الذين يحصّلون دروسهم عبر الانترنت، وعلى المراسلات بين الاطباء لانقاذ مريض بحالة خطرة وعلى قطاعات أخرى أيضاً".
وفي الختام، أسف الديك لأن "تحتكر الدّولة هذا القطاع وتظلم ملايين المواطنين"، معطياً مثلاً يُظهر حجم الكارثة التي نحن فيها "هل من المعقول أن تحصل واحدة من أكبر وأهم الجامعات في لبنان على 100 ميغابايت من الانترنت تماماً كالمعدّل الذي يحصل عليه مواطن عادي في كندا مثلاً مقابل 43 دولار فقط؟".
وكأنّه لا يكفي المواطن اللّبنانيّ لعنة البطء التي يعيشها في مجالات شتّى، حتى بات الانترنت أبطأ من الحمام الزّاجل، فليتنا نعود الى تلك العصور، أقلّه لن نعايش ونعاصر حكّاماً يكذبون أسرع ممّا يفكّرون!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك