حذر رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع من أن التنظيمات الارهابية وغير الارهابية التي يقاتلها حزب الله في عقر دارها، سترد عليه في عقر داره أيضا، داعيا الحزب إلى فك الارتباط بين الاستحقاق الرئاسي والوضع الاقليمي، وملاحظا ان اولوية الحزب هي للاقليم، بينما لبنان هو مجرد تفصيل في حساباته.
جعجع وفي حديث إلى صحيفة "السفير"، أعرب عن تشاؤمه حيال مسار الاستحقاق الرئاسي في المدى المنظور، وكشف ان الملف الرئاسي استحوذ على حيز واسع من المباحثات الايرانية ـ الفرنسية، "ولكن موقف المسؤول الايراني الذي اعتبر انه ليست لطهران علاقة بهذا الملف إنما ينطوي على مؤشر سلبي جدا، وانحدار الى نقطة الصفر مجددا".
ويشير جعجع الى ان ايران تحاول استدراج الآخرين الى مقايضة ما، انطلاقا من تعمدها الربط بين ملفات المنطقة، على قاعدة "أعطونا في مكان حتى نعطيكم في مكان آخر"، مرجحا ان المعادلة الايرانية التي تتحكم بالاستحقاق الرئاسي هي الآتية: "سلّموا معنا ببقاء النظام السوري، نفك الحظر عن رئاسة الجمهورية اللبناني".
ووفق معطيات جعجع، فان الجهات الاقليمية والدولية المعنية لا تبدو مستعدة للدخول في مقايضة من هذا النوع مع طهران، لانها مرحلة مواجهة في المنطقة، معربا عن اعتقاده بان المرشح الحقيقي لايران ليس ميشال عون ولا سليمان فرنجية!
وبينما تستمر طاولة الحوار كما اللجان النيابية في نقاش عبثي حول قانون الانتخاب، يوضح جعجع انه لا يزال مرتبطا من حيث المبدأ مع "المستقبل" و "الاشتراكي" اللذين كنا قد توصلنا وإياهما الى مشروع مشترك قوامه 68 مقعدا على اساس أكثري و60 مقعدا على اساس نسبي، "لكن لا مانع لدينا كـ"قوات" في مناقشة مشروع الرئيس نبيه بري (64 أكثري ـ 64 نسبي)، ونحن سنشجع "المستقبل" و"الاشتراكي" على التفاوض مع بري حول اقتراحه، خصوصا ان الفروقات بين اقتراحه وبين اقتراحنا ضئيلة".
أما استقالة "الكتائب" من الحكومة، فيعتقد جعجع انها تأخرت قرابة سنتين، قائلا: المكتوب يُقرأ من عنوانه، وكان على "الكتائب" الاستقالة من اللحظة الاولى وان ترفض الدخول الى الحكومة أساسا، كما فعلنا نحن، ليس تعففا بالسلطة التي تشكل وسيلة مشروعة لتحقيق الاهداف، وإنما لادراكنا ان هذه التركيبة الوزارية لن تنجح.
ومع ذلك، يرى جعجع ان المصلحة الوطنية العليا تقضي حاليا بالإبقاء على الحكومة وعدم اسقاطها، ليس حبا فيها وإنما كرها بالمجهول، مشيرا الى انها باتت تمثل الاستمرارية الدستورية الوحيدة في ظل الواقع المعروف للمؤسسات الاخرى.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك