أبدت مصادر بارزة في قوى 14 آذار عبر صحيفة "الراي" الكويتية، اعتقادها أن "ذهاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في خطابه الأخير أبعد من أيّ مرةٍ سابقة في الاعتراف المتعمّد بالتمويل الايراني لـ "حزب الله" مثلما تعمّد كشْف عدد قتلى الحزب في حلب ليعلن بعده المضي في الحرب السورية بلا تَراجُع، إنما يكشف في رأيها عمق أزمة الحزب نفسه الذي اضطر الى إظهار سلاح استقوائه بإيران، من اجل طمأنة جماهيره المثخنة بارتفاع مضطرد في أكلاف تورّط الحزب في الحروب والنزاعات الاقليمية الواسعة".
واعتبرت ان "خطاب تثبيت الولاء المطلق لإيران" كما وصفتْه، "لا يمكن معه تَوقُّع اتجاه الحزب الى أيّ أمرٍ من شأنه ان يبدّل في أزمات الداخل اللبناني ما دام السيد نصرالله رفَع امام الرأي العام المحلي والخارجي لافتةً ضخمةً عنوانها تحكيم الاولويات الإيرانية اولاً وأخيراً قبل أيّ أولوية لبنانية ومهما كلّف الأمر. ومن هنا اكتسب ردّ الرئيس سعد الحريري على كلمة نصرالله ومن طرابلس بالذات مساء أول من أمس دلالاتٍ متقدّمة ليس من حيث مضمون الردّ فحسب بل ايضاً من حيث الشكل والمكان والظروف التي يعمل الحريري بدأبٍ واضحٍ على إعادة تصويبها منذ الاول من رمضان".
ذلك ان الحريري كما رأت المصادر بدا "كأكثر القادة السياسيين اللبنانيين استيعاباً لدروس الانتخابات البلدية الأخيرة وراح يعلي الصوت بشكلٍ غير معتاد في لبنان بمسؤوليته عن الخلل الواسع الذي كشفتْه الانتخابات الأخيرة في صفوف تياره. وهو في جولاته على مختلف المناطق التي يقيم فيها إفطارات ويعقد لقاءاتٍ واسعة يهيئ فيها تياره لـ "نفضة" تنظيمية جذرية، إنما يرسل ايضاً وأساساً رسالة الردّ الى كل المراهنين على انهيار "تيار المستقبل"، وفي مقدم هؤلاء "حزب الله"، كإحدى الوسائل الأساسية لإسقاط الرهان على انهيار التوازن الداخلي لمصلحة الحزب".
ورغم اعتراف المصادر بـ"الصعوبات الكبيرة التي تواجه الحريري في الأهداف التي حدّدها لنفسه وتياره"، فإنها تلفت الى ان نتائج مهمة جداً حققها حتى الآن من خلال إصراره على الحضور الشخصي المباشر والإشراف المباشر على ورشة استنهاض تياره في مناطق معروفة بالولاء القوي للحريرية السياسية وتعرّضت لانتكاسات جراء الانتخابات البلدية وعوامل التهميش سابقاً. ولذا يكتسب الواقع الداخلي دلالات مفصلية وسط هذا الصراع "الناعم" التصاعدي، وهو أمر ستترجمه على الأرجح المحطات المقبلة في ما تبقى من شهر رمضان، حيث يُنتظر ان تكون للحريري إطلالات اضافية كما ان نصرالله سيطلّ الجمعة المقبل في خطابٍ جديدٍ لمناسبة يوم القدس العالمي".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك