هو "داء" يفتك ببعض "صحافيّينا" الاعزّاء، "داء مستعصٍ"، لا حول ولا قوّة على مداواته طالما ان النّفس هي التي تولّده، وينبع من داخل الشخص ويتغلغل في أعماقه "المريضة"، إلا ان أسبابه واضحة المعالم وسنستعرضها تباعاً في هذه السطور، بعد قراءة قصّة إحدى الصحافيّات التي روت لموقع mtv ما حدث معها قبل أشهر.
تضحك إليان.ح (28 عاماً)، عندما نسألها عن "السرقة" التي تعرّضت لها مرّات عدّة من جانب إحدى الصحافيّات في جريدة منافسة، قائلة: "لم تكن تغيّر العنوان حتّى، فغباؤها منعها من ذلك، كانت تسرق فكرة الموضوع، تغيّر قليلاً في فحواه، وتنشره (!)، للوهلة الاولى خلتها صدفة، لكنّ أن تصادف الافكار نفسها والمواضيع نفسها، فهذا دليل واضح على افلاسها الفكري".
وتشدد إليان على انّها "تشعر بالسعادة كلّما وقع نظرها على مقال سبق ان كتبته، موقّع باسم أخرى، لان ذلك يشعرها بانها "نجمة"، معتبرة ان ما يحصل معها ليس إلاّ دليلاً واضحاً على نجاحها وتفوّقها.. بينما يؤكد في المقابل فشل غيرها الذريع".
إذاً، "السطو" على إبداع الغير، و"استيلاء" أعمال الآخرين، ليس إلاّ ظاهرة "قديمة-جديدة"، اجتاحت مجتمعنا منذ القدم، وتكاثرت في أياّمنا، مع ظهور التكنولوجيا المتمثلة بالانترنت وأخواتها من مواقع تواصل الى آخره.
لكن أسئلة كثيرة نسألها لمعرفة أسباب هذا "الداء":
لماذا "يسرق" المرء؟ وما هي الدوافع التي تحثّه على ذلك؟ هل هي تركيبته البشريّة المعقّدة التي تجعله يتغاضى عن قيم المجتمع المتأصّلة في أركانه ليسطوَ على ممتلكات الغير؟
توضح المعالجة النفسيّة ناتالي فرح، في حديث لموقع mtv أن المرء الذي "يسطو" على إبداعات غيره، يتّسم إماّ بالحسد، أو بالجشع، أو بالطمع، فيحاول سرقة نجاحات غيره لأنه يفتقد الى الثقة بنفسه وبأعماله، ويحبّ الظهور على حساب الآخر، كما ان لا هويّة معيّنة لديه، أو أي أسلوب يميّزه، هو انسان غير شفاف، وغير صريح، وبلا مبادئ، كما انه يفتقر الى المعرفة والثقافة وغزارة الافكار، فمن لا يعرف يقلّد".
وتجزم فرح بأن "سارق أفكار وأعمال الغير"، لا يمكن ان يتغيّر، لأن هذا بطبعه، والطبع لا يمكن ان يتغيّر بعد مرحلة الطفولة...
وتضيف: "ليس علينا إلاّ التنبّه من هؤلاء الاشخاص، وعدم الوثوق بهم...".
وفي انتظار رؤية هذا هذا المقال قريباً بتوقيع مختلف، أقول لكم: "تصبحون على صحافة نزيهة وأخلاق عالية... ذات يوم (!)".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك