بعد التطورات السياسية "الدراماتيكية" التي طرأت على المعادلة الرئاسية وأسفرت عن حصر رئاسة الجمهورية في فريق "8 آذار"، وإنحصار الإختيار والتنافس بين رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون، بترشيح من رئيس تيار "المستقبل" الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب "اتلقوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، فإن إنتخابات رئاسة الجمهورية أصبحت أمام ثلاثة إحتمالات ـ سيناريوهات:
1- إنسحاب فرنجية من السباق الرئاسي فيصبح عون عمليا وكأمر واقع المرشح الوحيد وتكون معركة الأقطاب الأربعة حسمت لمصلحته.
وفي هذه الحالة لا يعود أمام "المستقبل" إلا خيار تأييد إنتخاب عون لرئاسة الجمهورية. أصحاب هذا الرأي يعتبرون أن كرة الإستحقاق الرئاسي، بعد تفاهم معراب وترشيح جعجع لعون، أصبحت في ملعب "حزب الله" أكثر من أي وقت مضى بعدما بات في يده مفتاح التحكم بإنتخابات الرئاسة التي حصرت بين حليفين له.
لكن هناك من يرى تبسيطا للأمور في طرح مسألة إنسحاب فرنجية وفي تصويرها حلا ومخرجا للأزمة الرئاسية. فمن جهة، "حزب الله" ليس مستعدا لممارسة ضغوط على فرنجية وهو لا يتعامل مع حلفائه بهذه الطريقة، ومن جهة ثانية إنسحاب فرنجية لا يعني حكما إنتخاب عون.
فحتى لو حصل هذا الإنسحاب، فإن لا شيء يضمن أن يؤيد الحريري إنتخاب عون كأمر واقع، ولا شيء يضمن أن لا يستخدم "المستقبل" سلاح المقاطعة والنصاب كما فعل "حزب الله".
وإذا كان فرنجية يتمتع بتأييد "المستقبل" له، فإنه لا يتمتع بقدرة تجيير أصوات وموقف "المستقبل" لغيره، ومعنى كل ذلك أن كرة الإستحقاق الرئاسي ليست في ملعب "حزب الله" وإنما أصبحت في ملعب "المستقبل".
2- تأييد الحريري إنتخاب عون رئيسا للجمهورية، أي التخلي عن خيار فرنجية والتوقف عن لعب ورقته والعودة الى مربع التفاهم مع عون ، الذي يحرص منذ البداية على كسب الصوت السني ويدرك أن لا وصول له الى قصر بعبدا من دون تأييد "المستقبل".
هذا الخيار مطروح للنقاش في أوساط "المستقبل" ودوائره، وهناك من بدأ يقتنع به ويراه خيارا واقعيا لعدة أسباب منها:
- الخيار المتاح حاليا هو بين فرنجية وعون ، وفرص فرنجية ضعيفة سياسيا.
- الأكثرية المسيحية هي التي يعتد بها في إستحقاق رئاسي يعني المسيحيين ويخصهم، وهذه الأكثرية يمثلها عون وجعجع نيابيا وأكثر سياسيا وشعبيا.
3- إستمرار الملف الرئاسي في دائرة الفراغ وعلى ما هو عليه منذ عامين تقريبا، وبعدما كان الإستحقاق الرئاسي عالقا بين عون وجعجع، يستمر كذلك بين عون وفرنجية الى أن تطرأ ظروف وعوامل تدفع أحدهما على الإنسحاب الطوعي، أو يؤدي به الى الخروج القسري، أو تدفع في اتجاه فتح مرحلة الرئيس الثالث ومن خارج نادي الأقطاب الأربعة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك