يقارب الأميركيّون والخليجيّون والأتراك المسألة السوريّة من زوايا مختلفة لكنهم يتفقون على نقطة مركزيّة لعلّها تفسّر الكثير من تطوّرات الميدان السوري في الأسابيع الأخيرة.
أراد الروس معركة تدمر في عزّ حوارهم السياسي "الجنيفي" مع الأميركيين. سقطت المدينة بكل رمزيتها بأسرع مما توقعت الدوائر العسكرية والاستخبارية الأميركية. فجأة ارتسمت خطوط حمراء جديدة أمام الجيش السوري. ممنوع المضي في المعركة شرقا نحو الحدود العراقية. لماذا؟ الجواب واضح: ممنوع الربط البري بين طهران وبيروت عبر الحدود العراقية ـ السورية.
توقفت الاندفاعة الروسية ـ السورية ـ الايرانية وتقدمت معركة حلب بكل ما تحمله في طياتها من رسائل خصوصا لجهة دفن المشروع التركي في سوريا.
لا تشمل الهدنة الجديدة حلب ولن تشملها. حمام الدم هناك سيبقى مفتوحا.. والهدنة في باقي المناطق لن تصمد طويلا. اقتنع الروس مجددا بالأولويات السورية والايرانية التي أتقن قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني التعبير عنها خلال زيارته الأخيرة لموسكو في منتصف نيسان 2016.
أميركا الى الرقة وروسيا الى حلب. هذه هي المعادلة. ثمة مفاوضات جعلت عبارة روسية تصدر من خارج هذه المعادلة مع اعلان مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة أليكسي بورودافكين، أمس، أن الجيش السوري، وبدعم من القوات الجوية الروسية، "يخطط لشن عمليات هجومية باتجاه الرقة ودير الزور"!
تحتدم المعركة في سوريا وقريبا ستحتدم في الفلوجة و"القائم" في العراق. المخاوف تكبر عند الفلسطينيين. "حزب الله" لم ينتشر منذ ولادته حتى الآن، في رقعة جغرافية كتلك التي بلغها في الأيام الأخيرة، من دون أن يعدل حرفا في اجراءاته العسكرية على طول الحدود مع فلسطين المحتلة.
في المحصلة، "ننتظر صيفا حارا جدا في ميادين المنطقة كلها من العراق الى لبنان مرورا بسوريا" كما يردد مسؤول عربي كبير معني بهذه الخريطة كلها، أما ملف اليمن، وبرغم الخرق الايجابي في مفاوضات الكويت في الأيام الماضية، "فانه لن يكون خارج معادلة الأواني المستطرقة في المنطقة كلها".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك