أكد البطريرك الماروني بشارة الراعي أن سقوط النظام السوري لن يؤثر على وجود المسيحيين في هذا البلد، معرباً عن خشيته من الحرب الأهلية أو التقسيم أو وصول نظام أكثر تشدداً.
وفي الشأن اللبناني، شدد الراعي على أن الدولة هي التي تحمي المواطنين لا الدويلات المسلحة، مشيراً إلى أن المشكلة تكمن في ولاء اللبنانيين لاشخاص وأحزاب وفئات بدل أن يكون ولاؤهم للدولة.
البطريرك الراعي، وفي مقابلة مع صحيفة "السياسة" الكويتية بمدينة سانت لويس الأميركية إحدى محطات جولته على الجالية اللبنانية المنتشرة في الولايات المتحدة، تنشر بالتزامن مع موقع "بيروت أوبزرفر"، تحدث الراعي عن رؤيته للوضع في سوريا، معرباً عن ثقته بعدم تأثير سقوط النظام على المسيحيين.
وقال: ان "النظام السوري ديكتاتوري ولقد عانى منه اللبنانيون الأمرين، ورحيل الرئيس بشار الأسد لا يؤثر بتاتاً على وجود المسيحيين في سوريا لأنهم بطبيعة الحال يوالون السلطة أياً كانت ولا يوالون الأنظمة السياسية، وطالما هم لا يتعاطون السياسة في الدول العربية الأحادية ذات الحزب الواحد والدين الواحد والرأي الواحد فلا خوف عليهم", مذكراً "كيف كان الطاغية صدام حسين حاضناً للمسيحيين لأنهم لم يتعاطوا يوماً السياسة في عهده، لكن بعد سقوطه هاجر أكثر من مليون مسيحي من العراق بسبب إنعدام الأمن والإستقرار".
واضاف البطريرك: ان "رحيل النظام في سوريا لا يقلقنا بل نخاف من ثلاثة أمور أن تحدث هناك: حرب أهلية وتقسيم الدولة ووصول نظام أكثر تشدداً", مشيراً إلى أن المسلمين بكل طوائفهم هم معتدلون، "لكن المتشددين والأصوليين هم للأسف من يتولى السلطة بدعم من بعض الدول وذلك من أجل زعزعة الاستقرار".
وبشأن الوضع اللبناني، اشار الراعي إلى أن "المصالح الإقليمية والدولية تتضارب، والأموال والوعود تتدفق من كل حدب وصوب من أجل صنع الفتنن والمشكلة تكمن في عدم ولاء اللبنانيين للدولة بل ولاؤهم إما شخصي أو فئوي أو حزبي"، مضيفاً ان "الدولة المعطلة بالخلافات والصراعات ولكن مهما بلغت حدتها يجب أن يكون سقفها لبنان نفسه، إذ أن العالم العربي يغلي وعلينا الإبتعاد عن التصرف اللامسؤول لأن العنف يولد العنف".
وإذ اعتبر أن الصراع هو بين المسلمين فقط مستبعداً أن يمتد إلى المسيحيين، أكد الراعي أن "الدولة هي التي تحمي المواطنين لا الدويلات المسلحة"، مضيفاً ان "مظاهر حمل السلاح توحي وكأننا نعيش في الأدغال".
وشدد على ضرورة مشاركة المغتربين اللبنانيين في الانتخابات النيابية العام المقبل، مؤكداً أن "خلاص لبنان هو في الإنتشار، فاللبنانيون المغتربون بعيدون عن الشر أما المقيمون داخل لبنان فهناك من يضع لهم السم يومياً ليتجرعوه".
وإذ كرر أن بكركي تقف على مسافة واحدة من جميع القوى المسيحية ولا تؤيد قانوناً معيناً للانتخابات، نفى البطريرك أن يكون قد صدر عنه أي شيء مهين بحق رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع "وإذا كان لديه أي شيء بهذا الخصوص فيجب أن تسألوه".
أما بخصوص محاولة الإغتيال، فكرر كلام رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الذي قال "ان الأجهزة الأمنية والقضائية هي المسؤولة عن كشف الحقيقة، مؤكداً ان لا دور لبكركي في هذا المجال".
وبشأن عدم لقائه أي مسؤول أميركي خلال زيارته الولابات المتحدة، قال الراعي: ان "الأميركيين لديهم مشاريعهم وحساباتهم وسياستهم الخاصةن ولم أطلب أي لقاء مع أي مسؤول رسمي لكن التواصل موجود عن طريق السفارة الأميركية في بيروت".
ووجه البطريرك رسالة إلى جميع اللبنانيين دعاهم فيها إلى الوحدة واحترام الاختلاف في الآراء والخيارات والقرارات وعدم فرض الآراء بالقوة، كما وجه نداء إلى السياسيين داعياً إياهم إلى عدم التدخل في الإدارة وفي التعيينات لأن ذلك يعطل عمل الدولة، في ما تبدو رسالة مبطنة إلى رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك