على رغم إعلان تيار المستقبل إستنكاره لقطع الطرقات في الكثير من المناطق اللبنانية، فلم يقطع طريق واحد إلا في مناطق نفوذ هذا التيار ولائحة الطرقات المقفلة خير دليل على ذلك. من طرقات عكار الرئيسة والفرعية الى المنية وطرابلس، مروراً ببيروت العاصمة وتحديداً في الطريق الجديدة، الى الناعمه وخلده، وصولاً الى البقاع وتحديداً في سعدنايل وشتورا والمرج وجب جنين كما الفاعور وغيرها من الطرقات. كلها مناطق تشكل خزانات بشرية بالنسبة الى تيار المستقبل، لا لحزب الله أو حركة أمل أو التيار الوطني الحر أو حتى الحزب السوري القومي الإجتماعي.
هذا الإحتيال في المواقف لا يقف عند هذا الحدّ ، لأن نائباً عكارياً نفى بعد ظهر أمس في إطار تبريره لتصريح زميل له دعا الى طرد الجيش من عكار، أن يكون تيار المستقبل في صدد الدعوة الى إسناد مهام الجيش في عكار لقوى الأمن الداخلي، غير أن مناصري التيار سرعان ما رجموا عناصر الجيش على أوتوستراد خلده، بعدما قطعوا الطريق المؤدي الى بيروت وحاول الجيش فتحها، الأمر الذي أدى جرح عنصر. وهنا يحضر السؤال ألا يعني رجم الجيش بالحجارة طرده من منطقة ما للتفلت من القانون والتلاعب بالأمن ساعة يشاؤون؟
إذاً تيار المستقبل يتحرك في الشارع من دون أن يعلن ذلك، وتحت شعار الغضب من مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه في الكويخات، وقد يكون السبب أن التيار الأزرق لمس مدى ردة الفعل السلبية التي نتجت في الشارع بسبب تحركه المعروف بـ"يوم الغضب" يوم "إستفاق المارد السني" في ساحة النور في طرابلس إعتراضاً على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة. غير أن قول النائب المستقبلي في عكار خالد ضاهر بالأمس "يحق لنا أن نفعل كل شيء" يفضح كل نيات التيار التخريبية والتحريضية ضد الجيش اللبناني، هذا من دون ان ننسى الحملات التي لا تعد ولا تحصى التي شنها ضاهر وزملاؤه ضد الجيش وقائده كما مخابراته، تارةً بدعوة الضباط والعسكريين السُنّة الى الإنقلاب والدفاع عن مناطقهم وأهلهم، وطوراً بفبركة صور على الفايسبوك للقول إن شاحنة تابعة للجيش اللبناني شوهدت في سوريا وهي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك