لعلّ دليل من دلائل النجاح هو النقد، إيجابياً كان أم سلبياً. فالفنان الذي لا يُنقد، هو الفنان الذي لا يقدّم مادة فيها ما يكفي ليثير عند الجمهور أو الصحافة حسّ النقد الذي يملكوه، سواء كان نقداً مدروساً أم نقداً نابعاً عن رأي فنّي متواضع.
ظنّ البعض أنّ ما تعرّضت له الفنانة نجوى كرم في مهرجانات الأرز، وهو الأمر الذي حصل مع أهم الفنانين العالميين كماريا كاري على سبيل المثال، سيبعدها كلياً عن المهرجانات ويدفعها الى التنحي جانباً، علماً أنّ ما مرّت به ليس مؤشراً لذلك أبداً. وانهال بعض المنصّبين أنفسهم قضاةً بآرائهم على "تويتر"، بتعليقات مؤذية جداً لم تكترث كرم لها كثيراً.
من يريد أن يكتب بموضوعية، عليه أن يصبر وينتظر، ولذلك لم نكتب عن الموضوع كثيراً قبل أن شاهدنا كرم في حفلات جديدة. ليس من باب الشك بصوتها أبداً، لكن من باب الحشرية والموضوعية التي يفرضها القلم الصحافي علينا.
بعد الأرز، أطلّت كرم مرّتين على جمهورها، في صلالة في سلطنة عمان، وفي كفرعقا في شمال لبنان، وفي الليلتين لم تُقرأ لهؤلاء النقاد تعليقات على "تويتر".
فنجوى التي انهالت عليها حرب لم تفلح بتدميرها إعلامياً وفنياً، ابتسمت لمن انتقدها وردّت عليهم بحفلتين غنّت فيهما المواويل والأغنيات القديمة والجديدة، كرسالة مباشرة من صوتها لمن شكّ لوهلة أنّ "إرهاق الأرز" هو دليل على نهاية ثلاثة عقود من الفنّ المتواصل.
في حفلتيها الأخيرتين، وبالتحديد في كفرعقا، أطلّت كرم بارتياح كبير ورافقها الجمهور وردّد جميع أغنياتها الأمر الذي دلّ، كالعادة، على قوّة التفاعل بينهما.
أمّا متعهّد الحفلات ميشال حايك، فعلّق عبر "تويتر" قائلاً: "يا ريت عنّا "نجوتين" بلبنان"، لتردّ عليه بالشكر الكبير والإمتنان.
وفي كواليس حفلة كفرعقا، وفي حوار لـ "أغاني أغاني"، ردّت كرم على منتقديها برسالة واضحة، وابتسامة مسالمة تشاهدونها في الفيديو المرفق.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك