الحلقة الجديدة من برنامج "عاطل عن الحرية" لن تكون كسابقاتها. فستشاهدون جويل بدر (متحوّلة جنسياً) وهي تروي قصّة حياتها. إلا أن بدر لن تكون الوحيدة التي ستكشف تفاصيل حياتها علناً، بل ستشاركها الأمر الممثلة اللبنانية الشابة آن – ماري سلامة التي ستجسّد شخصية بدر عبر دور تمثيليّ خلال الحلقة. التفاصيل في هذه السطور.
ستجسّدين دور متحوّلة جنسياً ضمن برنامج "عاطل عن الحرية". لماذا وقع هذا الخيار عليكِ؟
وقع عليّ الخيار لأنني عُرِفتُ بالأدوار التمثيلية الصعبة والمركّبة وأنا "خوتة كفاية" لذا أستطيع أن أجسّد أدواراً لا تشبهني. كما أن كل ممثل عليه أن يتحلّى بالجرأة الكافية. وهدفي كممثلة هو أن أتخطّى الحواجز بأسلوب لائق وأجسّد الفنّ وأوصل رسالة مهمّة للمجتمع فيها توعية وثقافة اجتماعية ونفسية.
هل تردّدتِ في قبول هذا الدور؟
أيّ دور يعرض عليّ، يجب أن أقرأه مليّاً وأن أرى جوانبه السلبية والإيجابية والانتقادات التي من الممكن أن يحتّمها. لا أوافق على أيّ دور بشكل فوريّ، عليّ أن أدرسه وأن أدرك الأمور التي تترتّب عنه والتي سآخذها على عاتقي. وطبعاً دور المتحوّلة جنسياً يحتوي على خطوة جريئة جدّاً لأنّ المتحوّلين جنسياً يشكّلون حالاً اجتماعية غير مقبولة من الناس، لا من الناحية الدينية ولا الاجتماعية. إنْ نظرنا إلى الآخر نظرة رفض له فهذا تصرّف غير إنسانيّ.
هل تتوقّعين أن تكون الانتقادات السلبية من بعض الناس الذين سيتابعونك في هذا الدور، لاذعة أو جارحة؟
لا يمكنني أن أدخل إلى هذا الحدّ إلى عقول الناس. إلا أنني إنسانة منفتحة جداً على الآخر وأتقبّل كل شيء. وأرحّب بالنقد البنّاء البعيد عن التجريح.
هل تختلف هذه التجربة التمثيلية عن التجربة الدرامية البحتة؟
طبعاً. هي تختلف من كل النواحي. لا شكّ في أن التمثيل يظلّ تمثيلاً. غير أنّ في مثل هذه الحال، نحن نجسّد حلقة تلفزيونية وندخل على بيوت جميع الناس بمادة تمثيلية جريئة جداً، علماً أنه غالباً ما تدخل المواضيع الجريئة جداً في التمثيل المسرحي أو السينمائي. ولكن بما أنّ المشاهدين يرونني من فترة إلى أخرى بصورة مختلفة عن الأخرى وأصبحوا يشاهدونني في أدوار مختلفة، فهذا الدور سيشكّل لديهم نوعاً من الصدمة بغضّ النظر عمّا إذا ستكون إيجابية أم لا.
هل تعرّفتِ شخصياً على المتحوّلة جنسياً جويل بدر التي ستلعبين دورها؟
طبعاً.
كيف كان انطباعك وبماذا أفادتكِ معرفتها شخصياً؟
بمجرّد أن تلتقي الشخص الذي تجسّدين قصّة حياته ولو كان لوقت قصير جداً، هذا يدفع الممثل إلى حمل هذه المسؤولية على محمل الجدّ أكثر. كما أن التواصل المباشر مع الشخص يساعد الممثل على كشف أمور مهمّة في الشخصية خصوصاً وأننا كممثلين نلجأ كثيراً إلى اكتشاف الناس عبر لغة العيون.
هل من أشخاص متحوّلين جنسياً حولك استطعتِ أن تستوحي منهم ليصبح هذا الدور أسهل عليكِ؟
رغم أنّ هذه الحالة في مجتمعنا نادرة جداً إلا أنني ألتقي أحياناً بأشخاص متحوّلين جنسياً. تتمتّع جويل بدر (المتحوّلة جنسياً) بتشعّبات كثيرة في شخصيتها. أمّا أنا شخصياً فلجأت إلى طبيب نفسيّ لأدرس شخصيتها بشكل صحيح. كما أنني أدركتُ الناحية الفزيائية لشخصية بدر التي كانت سابقاً رجلاً قبل أن تتحوّل إلى امرأة. وسنرى في الحلقة أنها تعرّضت منذ الصغر لاضطهاد نفسيّ من قبل بيئتها الحاضنة وللتحرّش الجنسيّ من ناحية، وإلى حبّها للتمثيل منذ الصغر من ناحية أخرى وهو ما أوصلها إلى هنا.
ماذا يعني لكِ أن تكوني الممثلة اللبنانية الأولى (درامياً) التي تجسّد دور المتحوّلة جنسياً؟
لا أنكر أنني كممثلة أرغب دائماً في تخطّي الحواجز ضمن الحدود. شعاري هو "تخطّي الحدود ضمن الحدود"، أي كسر الـ Taboo من دون الخروج عن الحدود. أسعى إلى التطلّع دائماً إلى الأفضل وعدم الندم على أيّ خطوة. وأرى أنني دائماً ما أقدّم أدواراً فيها بصمة وتحوّلاً في الدراما اللبنانية بشكل إيجابيّ. وفي تجسيدي دور "جويل بدر" هناك نوع من توعية ورسالة اجتماعية خصوصاً وأنّ القصة حقيقية لشخص لا يزال حياً وهذا ما يضاعف مسؤوليتي. وكان شرط جويل أن تلعب امرأة الدور وليس رجلاً. فهي إنْ خاطبناها على أنها رجل ربّما ستردّ بشكل عنيف.
ترقّبوا برنامج "عاطل عن الحرية" في حلقة جديدة مساء اليوم الثلاثاء عبر شاشة mtv.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك