غالباً ما يوجّه الصحافيّون أقلامهم لانتقاد فنّانات تقدّمن أغنيات هابطة وتتضمّن إيحاءات جنسيّة، وينسون أنّ مغنيات كثيرات سبقنهنّ على الطريق نفسها، في زمن ما يُعرف اليوم بالزمن الجميل. ففي تلك الأيّام، يمكن العثور أيضاً على ما هو شبيه بـ "فوتّ الغول"، وهناك من نالت حينها لقب "ملكة السيكس".
كان لافتاً المقال الذي ورد على صفحة "أنتيكا" التي تهتمّ بنشر صور قديمة لفنّاني العصر الذهبي، حيث أرفق كاتبه فيديوهات لفنّانات تفوّقن بأغنياتهنّ على ميريام كلينك ورولا يموت وغيرهما. والغريب، بعد سماع هذه الأغينات، أنّ كلينك لا تزال بعيدة عنهنّ إن صحّ القول، خصوصاً أنّ بعضهنّ قدّمن هذه الأغنيات بأسلوبٍ "طربيّ".
ونذكر، في هذا المجال، المغنية التونسيّة حبيبة مسيكة (1903-1930)، التي قدّمت أغنيات لها معانٍ جنسيّة كـ "على سرير النوم دلّعني"، والتي تقول: "عطف عليّ بجمالو، يا محلا غمزو وهزارو، سبتو يعمل ما بدالو وعلى سرير النوم دلّعني".
أمّا منيرة المهديّة (1885-1965)، والتي لُقّبت بـ "سلطانة الطرب"، فكانت لها أيضاً حصّة كبيرة من الأغنيات التي تتضمّن إيحاءات جنسيّة. ونذكر أغنيتها "بعد العشا يحلا الهزار والفرقشة" والتي تقول: "مستنظراك ليلة التلات بعد العشا، تلقى الحكاية موضّبة، بإيدي قايدة الكهربا، واقعد معاك على هواك ولا فيش هناك غيرنا، وبلاش كتر الخشا".
ولعلّ أبرز من لاقت "ضجّة" في ستينيّات القرن الماضي، هي المغنية السوريّة مها عبد الوهاب الملقّبة بـ "ملكة السيكس"، والتي لمع نجمها في لبنان فقدّمت أغنيات كثيرة مثل "أي أي" حيث تقول: "شلّحني فستاني الأسود، وانعم بقربي يا روح قلبي، قدّ ما فيك يا حبيبي بوّس".
وبعد أن كانت مراحل عدّة من القرن الفائت مزدهرة بهذا النوع من الأغنيات، قبل أن تدخل الرقابة وتمنع بثّها عبر الإذاعات، عادت الموجة نفسها مطلع القرن الحالي، مع فنّانات لم يدم انتشارهنّ إلّا لسنوات قليلة جداً. والأمثلة هنا كثيرة جدّاً...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك