الإسم الفنّي هو ما يسبق الفنان الى قلوب الجماهير ويبقى في أذهانهم، هو جواز سفرهم في رحلة الفنّ الطويلة وهو ما سيخلّد ذكراهم إن استحقّوا التخليد.
فـ "كوكب الشرق" التي خطفت أنظار الصحافة الأوروبية يوم وفاتها ووصفتها بأسطورة غناء عالمية، حملت اسم فاطمة البلتاجي الذي أطلقه عليها والدها تيمناً بشخصية دينية نسائية. فهذه الفتاة التي اكتشفها الشيخان زكريا أحمد وأبو العلا في العام 1916 وأصرّا على والدها بأن يرسلها الى القاهرة لتتمرّس في الغناء، نعرفها اليوم بـ "أمّ كلثوم"، الإسم الذي "يُسلطننا" حتّى قبل سماع أغنيات حاملته.
أمّا سيّدة كل صباح، فدخلت الى قلوبنا باسم جوهرة ثمينة تماماً كصوتها، وأصبحت "فيروزة" العالم كلّه الذي شهد أهمّ فنّانيه بأنّ صوتها لن يتكرّر أبداً.
إنّها نهاد وديع حداد، التي خلقت مع الرحابنة مدرسة غنائية فريدة من نوعها، فقدّمت الى جانب الراحلين منصور وعاصي الرحباني الأغنية اللبنانية القصيرة بعد أن تميّزت الأغنيات في منتصف التسعينات بطولها، واستطاعت أن تحجز لنفسها عرشاً لم يستطع أحد الوصول إليه.
ومع تقدّم السنين، اختلف اختيار الأسماء الفنية كثيراً، فبدلاً من خلق إسم جديد، اختار بعض الفنانين أن يبدّلوا اسم عائلتهم أو اسمهم الصغير. ونذكر من بينهم الفنان الذي استولى على قلوب الفتيات العربيات وكان اسمه قبل الشهرة كاظم جبار السامرائي. فكاظم، الذي عاش حياة فقر في صغره، قرّر أن يتبع مشوار الفنّ لتخطّي هذه الصعوبات، واختار "الساهر" ليرتبط اسمه الفنّي الذي ارتبط بالرومانسية والعشق.
ولعلّ الأسماء الفنية آنذاك، كانت مكمّلة لعصر الفن الذهبي وكانت لها قيمة بالفعل. وهذا ما يدفعنا الى التساؤل حول فنّنا اليوم وأسماء من يقتحمونه، والمتوقّع أن تختفي غالبية أسمائهم في وقت قصير جداً.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك