لو لم يختر الفنانون الغناء "مهنة" لهم (إن جاز تعبير "مهنة")، لكنّا من المؤكّد شهدنا على تنوّع كبير في المهن التي اختار هؤلاء ممارستها في حال لم يحظوا بفرصة الظهور وتحقيق الشهرة، وذلك على خلفية تعدّد ميولهم المهنية واهتماماتهم.
إلا أنّه يبدو أن عدداً من الفنانين، وهم ليسوا قلائل، بدأوا في السنوات القليلة الماضية يبحثون عن "مهن" جديدة لهم تدور في فلك الفنّ ولا تبعدهم، في الوقت نفسه، عن أجوائه وأضواء الشهرة.
لم تَعُدْ الألبومات الغنائية والحفلات الفنية تتمتّع بالـ "رهجة" التي كانت تحدثها في الماضي، خصوصاً قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي وما يتبعها من سوق تجارية إلكترونية لتسويق الأعمال الغنائية وإطلاقها بشكل رئيس عبرها.
إنطلاقاً من هنا، بدأ الوسط الفنيّ يشهد ظاهرة في السنوات الماضية مكّنت الفنانين من الارتكاز في بعض الأحيان على "مهنة" تساعدهم في تأمين مدخول إضافيّ نظراً إلى تراجع مردودهم الماديّ من بيع الألبومات والحفلات الغنائية: المشاركة كأعضاء في لجان تحكيم برامج المواهب الغنائية لدى الهواة.
غير أن خيار بعض المغنين في امتهان ما يختلف عن "مهنتهم" الأساسية، لم يقف عند الانتساب إلى لجان التحكيم. إذ أثبت البعض منهم عن ميوله تجاه تقديم برامج خاصّة بهم ومنها ما يحمل اسمهم في قالب فني بامتياز يستضيفون خلاله مجموعة من الفنانين لمحاورتهم بشأن حياتهما الفنية والشخصية بدون الاستغناء عن "الحوارات" الغنائية بين الضيوف والفنان المقدّم خلال الحلقات.
ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر برنامجَي "صولا" للفنانة السورية أصالة نصري الذي انطلق في السنوات الماضية وبرنامج الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب "شيري استديو" الذي افتتح حلقته الأولى أخيراً.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك