يتناول النائب وليد جنبلاط طرح الفيدراليّة بشيء من التهكم. يقول: "قد يكون هذا الطرح مفيداً بين كازينو لبنان وجبيل من جهة وبرج حمود من جهة أخرى. هي أفكار قديمة حملت خلال الحرب تسميات متنوعة منها "التمايز الحضاري". لم يفهم بعد القادة المسيحيون والقاعدة العريضة ما يجري لمسيحيي الشرق الذين لم يبق أي منهم في أرضه، بأنهم حاجة للبنان كي لا يصبح في مرحلة لاحقة ساحة اقتتال بين أقليتين متناحرتين، السنة والشيعة. ولم يفهموا بعد ضرورة التسوية للخروج من المأزق الرئاسي بمرشح توافقي".
ويستطرد، في حديث لـ "السفير"، ليؤكد أنّه "لا مشكلة في اللامركزية الإدارية، ولكن توسيع صلاحيات السلطات المحلية لا سيما على المستوى المالي سيؤدي الى فرز مناطق فقيرة جداً ومناطق غنية، فهل المطلوب وضع عملة جديدة اسوة بداعش؟".
ويعتبر أنّه "في أوج قوة المسيحيين وقعت مصيبتان، هما: حرب الجبل نتيجة خطأ في الحسابات بين سوريا واسرائيل، وحرب الإلغاء. مستحيل تطبيق الفيدرالية. بقية دول المنطقة تسلك هذا الاتجاه بقوة المعارك والقتل والتدمير ولا أحد يستطيع أن يتنبأ أين الحدود الجديدة.. ألم نتعلم من حروبنا؟".
ويعود الى فترة أربعينيات القرن الماضي، حين طرح مشروع التقسيم ليشير الى أنّ "الأميركيين كانوا مترددين، الى أن أيّده الرئيس الأميركي هاري ترومان بتشجيع من أحد المحامين في البيت الأبيض ويدعى كلارك كليفورد الذي كان يمثل آنذاك الجناح الصهيوني".
ويؤكد أنّه "كان هناك عاملان اساسيان دفعا باتجاه قيام دولة اسرائيل: هما الجناح الصهيوني المتمادي في البيت الأبيض، ومن ثم النفط. في الوقت الحاضر إسرائيل موجودة وتتوسع، والنفط موجود. كما أنّ التهجير الحاصل في العراق وسوريا قد يفتح الباب، وفي الوقت المناسب، لتهجير عرب فلسطين".
ولهذا فإنّ "اتفاق الطائف هو الضامن الوحيد لمسيحيي لبنان. فليتركوا نغمة الفيدرالية والكونفدرالية ولنحمِ سوياً البلد، وانا متفق مع الرئيس نبيه بري حول هذه المسألة، على الكيان اللبناني الذي أنشأه الجنرال غورو الذي يفترض أن نشيد له تمثالاً كون مشروعه هو الوحيد الذي صمد، بعدما سقط سايكس - بيكو".
في المقابل، فإنه "لا مانع من القيام ببعض التعديلات الإدارية، والأفضل أن نعود لأيام فريد الدحداح في مجلس الخدمة المدنية الذي كان يمنع على أي حزبي دخول الإدارة".
أما حكومياً، فيشير لـ "السفير" الى أنّ "المؤشرات تدل على أن العقدة الحكومية الى حلحلة لأنّ تعطيل الحكومة جريمة في ظل الشغور الرئاسي نتيجة غياب التوافق الاقليمي، فالحكومة حاجة للجميع. قد لا يتراجع العماد ميشال عون عن مطالبه لكنه لا يستطيع تعطيل الحكومة".
ماذا عن التعيينات العسكرية؟
يجيب "لقد حاولت التعاطي في مسألة قيادة الجيش فهبطت الصواعق والقذائف فوق رأسي، ولهذا أنأى بنفسي عن هذا الموضوع، فليتوافقوا. وسأبعد عن الشر وأغني له".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك