كشف مصادر مطلعة عن اتفاق بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة على القبول بمبدأ ميثاقية الرئاسة وتوصيفها بمعنى الرئيس القوي في بيئته والقادر على الجمع. فالبطريرك مار بشارة بطرس الراعي كان متجاوباً مع مبادرة عون، وأراد اعطاءها مساحة في السياسة وفي الشكل كي تأخذ مداها، واستهوته فكرة العودة الى الشعب ومعرفة نبضه من دون أن يكون هناك أي تعديل دستوري. كما أن جعجع لم يرفض المبادرة بالمطلق، ولكن كانت لديه هواجس من إمكان الخروج على الدستور، فشرح له الوفد الذي زاره في معراب ان المبادرة لا تتضمن تعديلاً دستورياً.
ومع سليمان فرنجية الذي هو أصلاً حليف، كان تأكيد للمؤكد.
لكن، ودائماً وفق المصادر عينها، ان ما حصل في بكركي بعد لقاء البطريرك ومسيحيي 14 آذار والمستقلين، يشكّل تحوّلاً مفصلياً في الموضوع الرئاسي. فالبطريرك لم يجامل 14 آذار بعدم موافقته، باعتبار ان الاستحقاق تقني فقط، بل شدد على مواصفات الرئيس، أي يجب ان يكون قوياً ولديه تمثيل ربطاً بموقف المقاطعين، ولم يدع الى الانتخاب بالنصف زائداً واحداً، وما البيان التوضيحي الذي صدر لاحقاً الا دليل على مدى عدم تنسيقهم مع البطريرك وبعدهم عنه. ورغم التوتر والفتور اللذين سادا العلاقة احياناً بين البطريرك والعماد عون، ورغم الخلاف في الطريقة، يعبّر كلاهما في الاهداف والجوهر، عن حالة مسيحية متعطشة لإعادة التوازن الى النظام السياسي. اذاً، انتقل ملف الرئاسة الى مكان آخر غير النصاب، الى الميثاقية التي تشكّل الوجع الحقيقي للمسيحيين.
وما هو منتظر الآن هو استكمال العقد التطبيقي لما تمّ انجازه على الصعيد المسيحي والذي يخرق اصطفافي 8 و 14 آذار. كيف يتمّ ذلك؟ تقول المعلومات المتوافرة لـ"النهار" انه منذ 48 ساعة، ثمة حركة مكوكية بعيدة من الاعلام بدأت تنسج خيوط المرحلة المقبلة على صعيد الترجمة الممكنة لهذا الخرق، ويتولى هذه العملية النائب ابرهيم كنعان. وعلمت "النهار" انه في الايام الماضية التقى كنعان البطريرك الراعي وتشاور معه في كل ما هو مطروح على هذا الصعيد، كما التقى جعجع في السياق عينه، واستكمل الحلقة بلقاءات متفرقة مع شخصيات مسيحية حزبية وغير حزبية ذات تأثير ووزن، وجرت جوجلة نتائج هذه اللقاءات في الرابية مع عون.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك