رغم الاجواء الضبابية التي تحكم السياسات في المنطقة، الا ان الامور لا يبدو انها ستتفلت من عقالها في انتظار ما ستؤول اليه المفاوضات الاميركية الايرانية في نهاية حزيران المقبل، لذا يبدو كل الفرقاء في حال ترقب وانتظار من دون مغامرة الاقدام على اتفاقات جدية، او رفض ما هو قائم وقطع الاتصال.
ووفق صحيفة "النهار" يرى وزير سابق مطلع على السياسات الدولية، وفق وصفه لنفسه، ان المملكة العربية السعودية بعمليتها العسكرية في اليمن، انما تعيد رسم دورها، وفرض نفسها لاعبا اساسيا لا يمكن الاستغناء عنه بالاتفاق مع ايران. وانعكاسا على الداخل، يرى ان التوتر القائم بين "المستقبل" و"حزب الله" سيظل ضمن الاطر المحددة من دون ان يودي الى انزلاق حقيقي في الشارع، والاصرار على المضي في الحوار "السني الشيعي" مستمر، خوفا من صراعات داخلية تضر الطرف الاقوى عسكريا بقدر ما تضر الاخر. واذا كان الطرفان ينتظران ما ستؤول اليه احوال المنطقة، فان المسيحيين على الضفة الاخرى يترقبون اوضاع المنطقة واحوال الحلفاء والخصوم في الداخل، ويتخوف كل طرف من حليفه بقدر قلقه من خصمه، وترتسم امام الطرفين الاقوى مسيحيا، مشاهد من الاتفاق الرباعي الذي فرضته المصالح، ويتخوفان من تسوية سعودية ايرانية، يطمئنان حتى الساعة الى ان لا افق لها. واذا كان الرئيس نبيه بري يبدي تخوفا من انزلاق حوار عين التينة اللى ما لا تحمد عقباه، ويدرك ان اي انقطاع فيه يمكن ان يودي به، يؤكد طرفا الحوار تمسكهما به، انطلاقا من كونه حاجة اسلامية وحاجة وطنية. لذا يستمر الحواران مترنحان من دون ان يسقطا. ويتخوف الوزير السابق من ان ينهار الحوار المسيحي اولا امام استحقاقات تساهم في تباعد وجهات النظر بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك