ينتظر المصوّرون أمام قاعة جوزف زعرور في كليّة الأداب والعلوم الإنسانية لجامعة القديس يوسف، محتارين، تائهين... فهم لا يعرفون جيدا نجمة اللقاء الإعلامي، الذي دعت اليه مؤسسة مي شدياق ورابطة الصحافيين الفرنكوفونيين Afej.
هي أصبحت وجهاً معروفاً وشخصيّة عامة في العام 2014، إثر انضمامها الى فريق البرنامج الثقافي on n est pas couche الى جانب لوريان روكيي الذي يعرض على قناة فرانس 2، وصحافية من الدرجة الأولى في البرنامج الصباحي الأول على إذاعة France inter .
إنها ليا سلامة، الصحافية الفرنسية - اللبنانية التي، بسرعة البرق، دخلت قلوب الفرنسيين عبر الشاشة وأصبحت رقما صعبا لا يستهان به في عالم التلفزيون والصحافة.
بشفافية عالية وبعفوية، تحدثت الصحافية عن تبديل اسمها من هلا الى ليا، وقالت:
إنها المرة الوحيدة التي شعرت فيها بالعنصرية في فرنسا، في المدرسة كانوا يلفظون إسمي "الله" وكنت محطّ سخرية لعدد كبير من اصدقائي".
عندها اتخذت إبنة الـ 12 عاماً، قرار تغير اسمها مع موافقة والدتها وتحفّظ والدها الوزير السابق غسان سلامة الذي كان يفضّل أن لا تتخلى بسهولة عن هويتها.
ولكن تحوّل هلا الى ليا لم يفقدها هويتها أبدا، فهي تزور لبنان دوماً وتؤكد قائلة: "لبنانيّة كلمة محفورة على جبيني، وأنا فخورة بهويّتي اللبنانيّة، من دون نكران اعتزازي بهويتي الفرنسية، فوالدتي الأرمنيّة ووالدي اللبناني، ومسار حياتي الفرنسيّة جعلوا مني ليا سلامة اليوم".
في الصباح الباكر تبدأ سلامة حياتها العملية، من حوارها اليومي المباشر على الإذاعة مع كبار السياسيين ورجال الأعمال في الساعة 7:50 لغاية 10 صباحا، الى تحضيرها لبرنامجها الأسبوعي على شاشة فرانس 2، وبرنامج on n est pas couche الذي يتطلب منها أسبوعيا قراءة ثلاثة كتب، مشاهدة فيلم سينمائي ومسرحية، لتكون جاهزة للحوار الذي يبث ليلة كل سبت.
كان والدها يقول للصحافيين إنّ النجاح يتحقّق عبر الثقافة والحلم والتواضع، ولابنته الصحافية كان يقول إنّ 90 في المئة من النجاح أساسه العمل الدؤوب، و10 في المئة للحظ والأحلام، معترفة بأنّ الوزير اللبناني السابق ساعدها في انطلاقتها المهنيّة فيI tele عبر معارفه، لكنّه تركها تثبت ذاتها بمجهودها "فوالدي لديه اهتمامات أخرى غير ابنته الصغيرة" تضيف مازحة.
لا تحتاج ليا سلامة الى نصيحة التواضع، فهي سمة مطبوعة في تصرفاتها، في كلامها، وخصوصاً في تفكيرها العميق والإنساني، وتلقّيها النقد.
فعندما وصفها بعض الحضور بالقاسية في وجهة نظرها أجابت: "فعلا تجدوني قاسية؟ ربما؟ لا أعرف". تعترف شخصية العام 2014 لمجلة GQ الفرنسية ان فرنسا أخطأت في التعامل مع المسلمين، وحاولت السياسة تجاهل هذا الشق الاجتماعي، وأنه من الصعب جدا ان تكون مسلما في فرنسا، لكنّها ترفض رفضا باتاً المسّ في حرية التعبير والرأي.
تزور لبنان سنويا مرتين، ومنطقة الحمرا هي نقطة ضعفها. هناك عاشت عائلتها قبل الهجرة، وسبب زيارتها الأخيرة هي لأهداف عمليّة، فهي نقلت حلقة خاصة عن الشرق الأوسط مباشرة من بيروت، على أثير إذاعة France inter ، ومن الشخصيات اللبنانية التي تحبّ سلامة محاورتها هي النائب وليد جنبلاط والكاتب سمير فرنجية.
لا تتابع ليا سلامة القنوات اللبنانية بسبب ضيق الوقت لكنّها تودّ استضافة الكتاب اللبنانيين: وجدي معوض، الكسندر نجار وأمين معلوف في برنامجها التلفزيوني.
تكره المقارنة بين الرجل الشرقي والغربي، كذلك بين المرأة اللبنانية والفرنسيّة. وتقول: "لا يصلح التعميم في هذا الموضوع، لكني أشعر بأنّ المرأة اللبنانية تنقصها المثابرة الجدية والرؤية لتحصيل حقوقها". وتستعين سلامه بمقولة للشاعر جان كوكتو لتوضح فكرتها والتي تقول: "عندما تنتقد على شيء إعمل على تنميته فهذا سرك".
لا تحلم ليا سلامة التي احتلّت صورتها غلاف مجلة TV MAG في عددها الأخير الى جانب زميلتها اليز لوسيه بعنوان: "كلام سيدات" بأن تحتل صورها أغلفة مجلتي Voici أو Vogue، كل ما تطمح اليه ابنة كفرذبيان أن تستلم المرأة مقاليد الحكم في التلفزيونات، أما على الصعيد الشخصي فكلّ ما تريده أن تكون صحافية ثم صحافية... فقط لا غير.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك