قصد الشاب ر. كفوري مركز المعاينة الميكانيكيّة في الحدث لإجراء المعاينة على سيّارته. فوجئ، قبيل دخوله الى المركز، بزحمة السير. أوقفه أحد الشبّان عارضاً عليه تمرير سيّارته من دون الانتظار طويلاً مقابل عشرة دولارات أميركيّة. وافق ر. كفوري وسلّم سيّارته الى الشاب وجلس ينتظر في كاراج للميكانيك مجاور للمركز يعمل فيه الشاب.
طال الانتظار فدخل الى المركز باحثاً عن سيّارته، وحين عثر على الشاب الذي يقودها أبلغه الأخير بأنّ عليه الانتظار في الخارج لأنّه يواجه صعوبة في تمرير سيّارته التي تعاني من بعض الشوائب.
بدأ ر. كفوري يشعر بأنّ في الأمر ما لا يطمئن. ذكر أمام الشاب بأنّه أخضع سيّارته لمراجعة كاملة في أحد الكاراجات ومن المؤكد أنّها ستنجح في المعاينة.
خرج ر. كفوري من جديد ليرى رجلاً كان، مثله، ينتظر سيّارته غاضباً بسبب رسوب سيّارته، وفق ادّعاء الشاب الذي دخل بها، فعمد العمّال في الكاراج الى محاولة إصلاحها.
ما هي إلا دقائق قليلة حتى خرج الشاب مع السيّارة ليبلغ صاحبها بأنّها رسبت، وبأنّ عليه أن يصلح المكابح فيها قبل معاودة إدخالها من جديد. رفض كفوري الأمر، متحجّجاً بأنّه يريد أن يحمّل صاحب الكاراج الذي راجعها المسؤوليّة.
اتصل الشاب بصاحب الكاراج الذي حضر فوراً وتجمّع عددٌ من الشبّان حول كفوري لتخويفه. طلب صاحب الكاراج مبلغ مئتي دولار وعشرة آلاف ليرة: مئة دولار لتمرير السيّارة، ومثلها لتصليحها، وعشرة آلاف للشاب الذي أدخلها.
عرض كفوري دفع عشرين دولاراً أميركيّاً فقط، فصرخ صاحب الكاراج، أو رئيس العصابة إن صحّ التعبير، في وجهه مهدّداً. شعر كفوري بأنّ خروجه من هذا المأزق ليس سهلاً، وبأنّ الشبّان المحيطين به لن يتردّدوا في أذيّته.
وبعد مفاوضات استمرّت دقائق وتأكيد كفوري بأنّه لا يملك المبلغ الذي يطلبه الرجل، دفع مئة دولار وعشرة آلاف ليرة ومضى في سبيله وهو يشكر ربّه على أنّه نجا بأقلّ خسائر ممكنة.
لسنا نتكلّم هنا عن قضيّة مجهولة الزمان والمكان. إنّها العصابات التي تدير بعض الكاراجات المحيطة بمركز المعاينة الميكانيكيّة في الحدث وتمارس الترغيب والترهيب بحقّ المواطنين. وما على الدولة، أو ما تبقّى من أجهزتها حيّة ترزق، أن تتحرّك وتوقف هذه المهزلة أو... المجزرة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك