ليست المرة الأولى التي يصدم فيها العالم بمشاهد يدمر فيها المتطرفون تراثا وتاريخا وحضارة، لكن الثابت الوحيد في كل هذه المشاهد أن الاستنكارات الدولية ودعوات مجلس الأمن للتحرك لم تكن كافية لوقف هذا التشويه للحضارة البشرية.
آخر عمليات تدمير الآثار كانت في ليبيا قبل عامين، حيث خرب إسلاميون ضريح الشعاب الدهماني في طرابلس، وضريح الشيخ عبد السلام الأسمر الفقية الصوفي من القرن السادس عشر.
في مالي، أقدمت المجموعات المتطرفة قبل عامين ونيف على تدمير مدينة تمبوكتو الأثرية وتكسير الأضرحة ومساجد المدينة، معتبرة أنها تكريم للأصنام.
وفي بداية عام ألفين وثلاثة عشر، تعرض مركز أحمد بابا للتوثيق والبحوث التاريخية للنهب والتخريب، لكن القسم الأكبر من المخطوطات نجا.
عام ألفين وواحد، الجريمة الأكبر بحق الآثار حصلت في أفغانستان على يد حركة طالبان، التي دمرت تمثالين عملاقين لبوذا في باميان، يعودان إلى أكثر من ألف وخمسمئة عام، لأنهما وفق الحركة مخالفان لتعاليم الإسلام، ولأن النحت على شكل إنسان حرام.
وفي بداية التسعينيات، في يوغوسلافيا السابقة، تعرضت مدينة دوبروفنيك في كرواتيا للتخريب وهدمت مبانيها عن سابق تصور وتصميم، وخلال الحرب بين المجموعات الدينية في البوسنة، أحرق المقاتلون الصرب المكتبة الوطنية في ساراييفو، التي بنيت في القرن التاسع عشر.
وفي تشرين الثاني من عام ثلاثة وتسعين، دمرت القوات الكرواتية في البوسنة جسر موستار القديم الذي يعود إلى الحقبة العثمانية.
اعتداءات بالجملة على مواقع تعتبر من التراث العالمي، لكنها لم تصمد أمام التطرف، الذي يجهل الحضارة، ويجهل الإنسانية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك