طاش بعيداً فطاحل الممانعة في توقّعاتهم إزاء الوضع في السعودية وآليات تداول الحكم فيها، وصولاً الى إشاعة كمّ كبير من الفبركات التي تمسّ استقرارها على الرغم من كونه العمود المركزي لاستقرار الكيان العربي عموماً والخليجي خصوصاً.
لكن تبيّن مرة أخرى من دون أي مبالغات أو عراضات أو مفاجآت، أن مسألة تداول السلطة فيها تتم، مثلما كانت دائماً، وفق آليات سَلِسَة وشفَّافة وبالغة الحكمة، ولا تخرج، قليلاً أو كثيراً، عن متطلبات وشروط التحولات الهادئة، ولا عن أمن المملكة وأمان أهلها، ولا عن الوعي العميق لحجم المسؤولية الملقاة على أولياء الأمر فيها إزاء محيطها والعالم وإزاء دورها وطبيعتها باعتبارها قبلة لمليار و300 مليون مسلم في كل أنحاء العالم أوّلاً، وركناً حقيقيًّا من أركان الاقتصاد الدولي ثانياً.
ولم يسبق ربما، أن واجهت المنطقة عموماً، والسعودية تحديداً، هذا الكمّ من التحديات الكبيرة والخطيرة. ولذلك اكتسبت عملية تداول الحكم هذه المرة، أهمية استثنائية ومتابعة دؤوبة، من الغيارى والحيارى، كما من المحبين والمتربّصين شرًّا، سواء بسواء. خصوصاً، وأن المعطى الواضح أمام الجميع، هو أن المملكة تتعرض لهجمة مزدوجة، شرسة وغير مسبوقة وتجمع الممانعين بالعدميين الذين جعلوا الإرهاب نهجاً وحيداً لهم.
والواضح أكثر في المقابل، هو أن القيادة السعودية نجحت في مقاربة موضوع الجماعات المتطرفة والإرهابية الى حدِّ قطعِ أنفاسها ومحاصرتها ولجم أضرارها، ولم توفر في ذلك أي شيء، بدءاً من الفتوى الدينية وصولاً الى القتال الميداني، مروراً بدعم أي وسيلة وطريقة معقولة مضادة. وهي في ذلك، استندت الى إمكاناتها الهائلة ومكانتها المميزة وسياستها الواضحة والحاسمة.. لكن الأهم، أنها استندت الى بيئة وطنية عامة وشاملة، مؤازرة ومعنية فعلياً بالمحافظة على الاستقرار العام وعلى صون العقيدة من وباء الغلوّ والتطرف والشطط المدمّر والقاتل.
ولا يمكن لناكر أن ينكر ذلك. أو أن لا يرى، أن القيادة السّعودية نجحت وتنجح وستنجح لأنها بِنْتُ بيئتِها وليست مفروضة عليها أو غريبة عنها أو مستبدة بها. ولأنها تسوس أهلها باعتبارهم كذلك، أي أهلها تماماً بتاتاً وليسوا مجرد رعايا ضحايا للحزب «القائد والرائد» ولا يمشون إلا بالحديد والبطش والإجرام!
استقرار المملكة هو عمود استقرار البنيان العربي والإسلامي وأحد أهم ركائز الاستقرار العالمي.. والواضح تماماً، أن ذلك الاستقرار محفوظ في أيد أمينة قادرة ومقتدرة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك