أثارت تغريدة النائب وليد جنبلاط الأخيرة عبر تويتر والتي أطلق من خلالها دعوته إلى تشريع زراعة "حشيشة الكيف" في لبنان اهتمام اهالي منطقة البقاع وخصوصاً لدى مزارعي هذه النبتة في سهل بعلبك، فيما يجهد مزارعو هذه النبتة على تصنيعها بعدما نالت قسطاً طويلا من أشعة الشمس مما جعلها جافة ومعدة للتصنيع .
زراعة حشيشة الكيف قديمة العهد بدأت منذ ثلاثينات القرن العشرين في منطقة بعلبك - الهرمل، وان كانت بشكل محدود غير انها منذ عام 1975 مع بداية الحرب وما تركته من ضعف لسلطة الدولة في المنطقة توسعت هذه الزراعة وشملت مساحات وصلت الى 16000 هكتار والانتاج الى قرابة الف طن من الحشيشة.
وإلى الثمن المرتفع للمادة، شجعت عوامل عدة على زراعة هذه النبتة الممنوعة، منها ملاءمة طقس المنطقة شبه الجاف لهذه النبتة وعدم حاجتها إلى الري كثيرا مع الاهمال التاريخي لمنطقة أساس اقتصادها هو القطاع الزراعي وعدم وجود انظمة ري فيها.
لم تجد الدولة الى يومنا هذا الحلول المناسبة لهذه الزراعة الممنوعة والمحرّمة في منطقة بعلبك - الهرمل، والتي توارثها مزارعوها أباً عن جد، وخصوصا مع فشل جميع محاولات اتلافها منذ عام 1991 على أثر قرار اتخذته حكومة الرئيس سليم الحص بدعم دولي واقليمي لمنع زراعة المخدرات، وحصلت حينها على تأييد ضمني من المجلس النيابي وحصلت عمليات الاتلاف بمساعدة من الجيش السوري المنتشر في لبنان . أضف إلى ذلك فشل مبادرات الامم المتحدة في ملف الزراعات البديلة التي كانت اطلقتها عام 1993 بحيث لم تدرس برامج الزراعات البديلة حاجات المنطقة.
و"النهار" التقت عدداً من المزارعين أجمعوا على أن الحل الوحيد أمام الدولة هو تشريع زراعة المخدرات، معتبرين ان تغريدة النائب وليد جنبلاط تعبّر عن لسان حال كل مزارع فقير.
ويذكر أن الغرف غير المرئية التي خلف جدرانها أدوات تصنيع بدائية للحشيشة تجهد في العمل هذه الايام، وشارف العاملون في تصنيعها على انهاء عملهم، في ضوء عجز السلطة عن القيام بحملة اتلاف للحشيشة في الظروف الامنية التي تعيشها المنطقة، أضف إلى ذلك توضيب كميات كبيرة من البذور بهدف إعادة زرعها للموسم المقبل بعد بضعة أشهر.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك